تخرجت، أمس، بمدرسة القيادة والأركان الشهيد حمودة أحمد، المدعو سي الحواس بتمنفوست الدفعة 49 لدروس القيادة والأركان لعنوان السنة الدراسية (2021/2020)، وذلك تحت إشراف قائد القوات البرية، اللواء عمار اعثامنية.
في كلمة بالمناسبة، أبرز قائد المدرسة، اللواء محمد عمر، المحاور الكبرى للتكوين والمعارف العلمية والعسكرية التي تلقاها الضباط المتربصون من طرف أساتذة أكفاء ومؤهلين، مما «سيمكنهم- كما قال- من أداء مهامهم النبيلة في الوحدات القتالية وأركانات التشكيلات الكبرى بكل احترافية».
كما أكد أن المدرسة «تشهد بناء لبنة جديدة من صفوة أبنائها مكوّنة من نخبة مؤهلة ذات مستوى عال من الخبرة وعلى دراية تامة بطبيعة المهام الموكلة لها في ظل المتطلبات الجديدة في مجال الدفاع والأمن والتي يفرضها الوضع الجيوسياسي والتحدّيات الامنية الحالية بمنطقتنا الاقليمية والدولية بما فيها التهديدات السيبيرانية».
وبناء عليه، يضيف ذات المسؤول العسكري، «يتم تدعيم كافة تشكيلات الجيش الوطني الشعبي بقادة ميدانيين مؤهلين لمختلف المسؤوليات في سلم القيادة، ومتمرسين في مجال التخطيط والمهام التكتيكية و الأداء الميداني، قادرين على التحكم بطريقة كاملة في زمام مسؤولياتهم بكل عقلانية و فعالية معتمدين على زادهم العلمي والعسكري».
وأضاف: «يتوجب علينا إيلاء مكانة هامة لتقييم وتحيين والتحسين المتواصل لبرامج التكوين، استنادا للمناهج البيداغوجية الحديثة والتي يجب أن ترافق العتاد والتجهيزات المقتناة حديثا لفائدة قوام المعركة من أجل تثمين وتقدير وتحسين درجة اكتساب واتقان المعارف والخبرات والمهارات للوصول لمسار تكويني ملائم وصري لضباطنا».
وحث اللواء عمر أفراد الدفعة «للوفاء بالتزاماتهم و مسؤولياتهم وكذا بذل أقصى المجهودات في مجال الدفاع الوطني لضمان أمن واستقرار البلاد وبناء جهاز دفاع عصري و فعال من أجل الارتقاء بالجيش الوطني الشعبي إلى مصاف النخب والامتياز».
وبعد كلمة قائد المدرسة، أشرف اللواء اعثمانية، قائد القوات البرية، رفقة السادة الألوية والعمداء، على تسليم الشهادات للمتوفقين من بينهم طلبة من دولة المملكة العربية السعودية و فلسطين و مالي، قبل أن يعطي موافقته على تسمية الدفعة باسم الشهيد البطل «أحمد بلقاسمي».
وتنفيذا لبرنامج مراسم حفل التخرج، قام اللواء اعثامنية رفقة الوفد المرافق بزيارة المجمع البيداغوجي الذي يضم القاعات الدراسية والقاعات التخصصية ومخابر اللغات الاجنبية ومخابر الاعلام الآلي ومخابر الاتصال ومركز التدريب والمحاكاة، أين اطلع على كل الوسائل البيداغوجية التي تتوفر عليها المدرسة في تكوين ضباط الاركان.
كما قام اللواء اعثامنية، على هامش حفل التخرج، بتكريم عائلة الشهيد «احمد بلقاسمي» بحضور قائد مدرسة القيادة والاركان ومجموعة من الاطارات السامية، لتختتم المراسم بالتوقيع على السجل الذهبي للمدرسة.
يشار إلى أن الشهيد «بلقاسمي أحمد» المدعو سي حميدو من مواليد 1935 بالجزائر العاصمة ترعرع بين أحضان عائلة مشبعة بالروح الوطنية. فقد كان مناضلا في حركة انتصار الحريات الديموقراطية حيث كان يقوم بتوزيع المنشورات. وعند اندلاع الثورة التحريرية المباركة، كان من أوائل المنضمين لها، لينخرط سنة 1957 في صفوف جيش التحرير الوطني ويشارك في عدة عمليات فدائية ضد المستعمر الغاشم رفقة زملائه سي عمار وسي علي خلفاوي وسي امحمد بن جيدة.
وفي سنة 1958، أسندت له مهمة ممرض في المنطقة الأولى من الولاية التاريخية الرابعة وبعدها مهمة ملازم تمريض في نفس القطاع تحت مسؤولية العميد بن شريف، وواصل نضاله ودعمه للثورة الى ان سقط شهيدا في ميدان الشرف، بتاريخ 22 أكتوبر 1960.