استهل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة، باستقبال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وممثلي كتلة المستقلين. وتجلت مؤشرات عن التوجه مبدئيا نحو جهاز تنفيذي منسجم إلى حد ما مع نتائج الانتخابات التشريعية.
في وقت أكد بيان رئاسة الجمهورية، أنّ مشاورات تشكيل الحكومة « موسعة»، أفاد الأمين العام لـ»الأفلان» أبو الفضل بعجي أن « حكومة سياسية» ستتولى زمام الأمر في المرحلة المقبلة.
وقال بعجي عقب استقباله من قبل الرئيس تبون، بشأن الرؤية المبدئية لتركيبة التشكيلة الحكومية المقبلة: «ستكون حكومة سياسية منبثقة عما أفرزه الصندوق، تتشكل ممن فاز في الانتخابات حتى يتحمّل المسؤولية السياسية أمام الناخبين» مفيدا بأن «الجزائر عادت إلى الوضع الطبيعي، حيث تمكن الأحزاب الفائزة من فرصة الوفاء بالوعود التي قطعتها أمام ناخبيها».
وشرع الرئيس، في استقبال الأحزاب وممثلي المستقلين الفائزين بمقاعد في المجلس الشعبي الوطني، وفقا لترتيب النتائج النهائية التي أعلنها المجلس الدستوري، الأربعاء. ولأنّ حزب جبهة التحرير تصدر النتائج بـ 98 مقعدا من أصل 407، كان أول حزب يحظى باستقبال الرئيس تبون الذي «قدم له عرضا للمشاركة في الحكومة وكذا رؤيته للجهاز التنفيذي وتجديد الطبقة السياسية والمؤسسات»، بحسب ما صرح به بعجي.
وأفاد بأن اللقاء، امتد إلى تقييم العملية الانتخابية «التي جرت في كنف الشفافية رغم بعض النقائص»، وكذا الوضعين الاقتصادي والاجتماعي للبلاد بصفة عامة. وأشار إلى استقباله من طرف الرئيس يعتبر اتصالا «أوليا» سيستمر في الأيام القليلة القادمة بشأن الحكومة.
وفي رأي بعجي الذي كان مرفوقا بأعضاء من المكتب السياسي « ستكون حصة حزب جبهة التحرير الوطني الأكبر في الحقائب الوزارية، بحكم عدد المقاعد التي تحصل عليها في الانتخابات التشريعية»، معتبر أن «الحزب أكبر خزان للإطارات في الجزائر ويملك عشرات الآلاف من الكفاءات القادرة على المساهمة في تحقيق تطلعات المواطنين في التنمية والعيش الكريم».
ولفت الأمين العام للأفلان، إلى عدم طرح أسماء في اللقاء لتولي مناصب في الحكومة، موضحا «أن تعيين الوزير الأول وكذا في الحقائب السيادية من صلاحيات رئيس الجمهورية، التي يكفلها لها الدستور، ولا يملك أيّ تعليق في هذا الشأن».
وبعد الأفلان، استقبل رئيس الجمهورية وفدا عن ممثلي «الأحرار» يقوده عبد الوهاب آيت منقلات، مرفوقا بعدد من زملائه.
وحسب عبد الحميد بلكحل: « فقد جرى الحوار في أريحية تامة»، وقال أن الرئيس «استمتع بكل اهتمام للانشغالات والمقترحات المرفوعة من قبلنا» مضيفا بأنه (الرئيس) ملمّ بكل حيثيات الأوضاع العامة للبلاد، وبأنهم لمسوا الأمل في تجسيد كل الإصلاحات التي وعد بها بدء من الانتخابات إلى كل الورشات الأخرى.
وتستمر المشاورات، اليوم، باستقبال رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، والأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، اللذان فازا بالمرتبتين الثالثة (65 مقعدا) والرابعة (58 مقعدا) على التوالي خلف كتلة المستقلين التي حازت على 84 مقعدا.