حذر الدكتور محمد ملهاق، باحث في الفيروسات وبيولوجي سابق في مخابر التحليلات الطبية، من حالة التراخي التي تؤكدها سلوكيات المواطنين، والتي تنذر بذروة جديدة قد تكون عواقبها وخيمة، في ظل الانتشار السريع الذي تعرفه السلالات المتحورة.
لم يخف الدكتور ملهاق في تصريح لـ «الشعب»، قلقه الكبير من حالة التراخي التي تعرفها الأماكن العمومية والفضاءات الكبرى، والتي تشكل ظرفا ملائما جدا لعودة حركة فيروس كورونا المرجعي والسلالات المتحورة عنه، هذه الأخيرة التي تعرف انتشارا كبيرا يعادل 8 مرات انتشار كوفيد-19.
أكد ملهاق أن الفيروسات المتحورة لا تفرق بين الفئات العمرية، بل أصبحت شريحة الشباب والمراهقين أكثر الأشخاص الذين يصابون بالفيروس وينقلونه بسرعة، والأخطر أن هؤلاء يعتقدون أن لديهم مناعة قوية كافية للتغلب على الفيروس القاتل. غير أن هذا الاعتقاد قد يكون خاطئا في بعض الأحيان، بدليل «الشباب الذين توفوا بعد الإصابة بالفيروس المتحور».
لفت ملهاق في هذا الصدد، أنه يمكن أن يكون الشاب أو المراهق مصابا بمرض وهو لا يعلم ولا يشعر بذلك، وبمجرد أن يتغلغل الفيروس داخل جسمه، يضعفه بسرعة لأن مناعته لا تقوى لمحاربة هذا الفيروس الخطير، وبالتالي – يضيف- لا يوجد حل آخر غير التلقيح، هذا الأخير الذي سيساهم بشكل كبير في تخفيف الضغط في العناية المركزة. فيما يتعلق بالتلقيح، قال ملهاق إنه كلما تعطلت هذه العملية واستمرار الأشخاص في رفض التطعيم والتشكيك في اللقاحات، كلما شكل ذلك فرصة لتكاثر الفيروس وانتشاره على نطاق واسع، وتزداد شراسته وقوته لتسجيل مزيد من الضحايا، مشيرا إلى أن هذه التوقعات مبنية على دراسات سابقة «استرجاعية»، التي تؤكد أن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، أي أن التراخي يضاف إليه عزوف عن التلقيح، يؤدي إلى وضعية وبائية خطيرة، موضحا أن هذه المعلومات «ليست للتخويف كما يروج في وسائط التواصل الاجتماعي، وإنما للتحسيس والتوعية بخطورة الوضع وضرورة التحرك من أجل تطويق دائرة انتشار الفيروس والسلالات المتحورة عنه. كما أكد المتحدث في هذا السياق، أن كل اللقاحات التي اقتنتها الجزائر، سواء «سينوفاك» الصيني، أو «سبوتنيك» الروسي وحتى «استرازينيكا» البريطاني، كلها فعالة ضد كوفيد-19 والسلالات الجديدة، بتأكيد من منظمة الصحة العالمية التي أصدرت بيانات علمية، خاصة عن هذه اللقاحات، محاولا بذلك تبديد المخاوف من التلقيح، مشيرا إلى أن الأعراض «غير المتوقعة «وليس الجانبية يمكن أن تكون موجودة في أي لقاح، وفيما يتعلق بـ»ترامبوز» التجلطات، قال المتحدث إنه لم تثبت لحد الآن وجود علاقة سببية بين تجلطات الدم واستعمال اللقاح الأخير، كما يشير إلى أن أخذ اللقاح لا يعني عدم الإصابة بالوباء مرة أخرى، إلا أن الإصابة به تكون خفيفة وبدون تعقيدات وقد لا يشعر بأعراضها المصاب.
وذكر المتحدث، أن حالات السلالات المتحورة التي تم اكتشافها، منها 250 حالة شهر جوان الجاري، هي من أصل 9 آلاف حالة تقريبا، تمت بتقنية جديدة استعملها مخبر الأبحاث الجينية، مؤكدا أن هذا الرقم ليس له علاقة بفتح المجال الجوي، مفيدا أنه حالة واحدة من المتحور سجلت في الوافدين على الجزائر.