اعترض الكونغرس الأمريكي على فتح قنصلية الولايات المتحدة في الداخلة المحتلة، وبيع طائرات بدون طيار للمغرب، وهما الوعدان اللذان سبق وأن قطعهما الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للرباط.
طلب الكونغرس من كتابة الدولة للخارجية الأمريكية إطلاعه، قبل شهر جويلية المقبل، بمدى تقدم الاتصالات الرامية إلى تفعيل المفاوضات حول النزاع بالصحراء الغربية المحتلة، بحسب ما أوردته صحيفة «لافانغارديا» الاسبانية، في مقال نشرته.
وكشفت الصحيفة الاسبانية أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، تقوم منذ عدة أشهر، بمنع إقرار وتجسيد وعدين رئيسيين، وردا في إعلان دونالد ترامب، أحادي الجانب، حول السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة، مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني.
ويتعلق الأمر، بحسب ما أشارت إليه «لافانغارديا» بفتح قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، وبيع طائرات مسيرة مسلحة من طراز للمغربي.
ويذكر أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكين، كان قد أكد خلال اجتماع عقده، نهاية مارس المنصرم، مع الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعم الولايات المتحدة للمفاوضات السياسية «بهدف حل النزاع في الصحراء الغربية، داعيا إياه إلى «الإسراع في تعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية».
قرار قصير النظر
في السياق، ذكر المقال الذي نشرته «لافانغارديا»، أنه مع نهاية شهر ديسمبر الماضي، توجه السفير الأمريكي في الرباط، ديفيد فيشر، إلى ميناء الداخلة المحتلة، لافتتاح مكتب دبلوماسي افتراضي في هذه الأخيرة، والإعلان عن بدء إجراءات تجسيد المشروع على الأرض. لكن لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس- يقول المقال- اعترضت على ذلك، على اعتبار أنه «لا حاجة لوجود قنصلية أمريكية هناك»، الأمر الذي يعني «حظرها من الناحية القانونية».
ويشار إلى أن 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، سبق وأن طالبوا، منتصف شهر فيفري الماضي، الرئيس جو بايدن بالتراجع عن إعلان ترامب، الذي يعترف بسيادة المغرب المزعومة على الصحراء الغربية المحتلة، وإعادة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي.
واعتبر أعضاء الكونغرس، أن القرار «المفاجئ» لترامب «قصير النظر ويقوّض عقودا من السياسة الأمريكية، التي عرفت بها مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية».
وفي سياق ذي صلة، أوضحت «لافانغارديا» أن الأمر ينطبق أيضا على وعد بيع الطائرات المسيرة المسلحة من طراز، الذي قطعه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للمغرب، مع العلم أن الطائرات دون طيار مجهزة بتقنية متطوّرة جدا ومقاتلة، والتي «لا يجب، بحسب أعضاء اللجنة، وضعها تحت تصرف المغرب»، كما ورد في المقال.
تغيير في المقاربة
وأكدت الصحيفة الاسبانية، أنه قد «تم تجميد وعد بيع الطائرات لمدة 5 أشهر تقريبا، لكن دون أن تتخذ وزارة الخارجية خطوات لمحاولة الالتفاف عليها، أو التفاوض حل وسط، أو تسوية مع أعضاء الكونغرس»، مشيرة إلى أن «بعض الديمقراطيين يطالبون بأن تنأى الوزارة بنفسها بشكل أوضح عن هذه الاتفاقيات».
ويرى صاحب المقال المنشور، بأن الاصرار على حل تفاوضي بين الطرفين، يعني عمليا «الابتعاد عن اعلان دونالد ترامب»، مع العلم أن الخارجية الأمريكية كانت ضد. أشارت، إلى تغيير في مقاربة إدارة بايدن، فيما يتعلق بالنزاع في الصحراء الغربية المحتلة. أبلغت اسبانيا الإدارة الجديدة، إن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب حول الصحراء الغربية، خلف ضررا كبيرا لها، ودعتها إلى إعادة النظر في هذا التوجه الذي سبب لها مشاكل وأزمات متواصلة مع المغرب.