طباعة هذه الصفحة

حلّ معضلة تراجع مستوى المنظومة الدّفاعية

بلماضي يجد الحلول قبل تصفيات المونديال

محمد فوزي بقاص

عاد الاستقرار إلى المنظومة الدفاعية للمنتخب الوطني خلال تربص شهر جوان، الذي تخلّلته 03 مواجهات ودية تحضيرية ضد منتخبات موريتانيا، مالي وتونس، حيث تلقّت شباك الخضر هدفا وحيدا في المباريات الثلاثة، الأمر الذي أعاد الطمأنينة للجمهور الجزائري الذي تخوّف على مستقبل المحاربين، بعد تلقيه 08 أهداف كاملة خلال 04 مقابلات مع انطلاق الموسم الكروي المنصرم، جراء تراجع مستوى بعض الكوادر وعدم إيجاد خليفة لهم.
حمل تربّص الفريق الوطني لشهر جوان المنصرم أخبارا سارة، بعدما تمكّن مهندس التتويج القاري من إعادة هيبة دفاع الخضر الضائعة، من ودية المكسيك التي تلقّت خلالها شباك الحارس رايس الوهاب مبولحي هدفين بمدينة لاهاي الهولندية، ليضيف منتخب زيمبابوي ثلاثية جديدة في شباك المنتخب، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2022 بالكاميرون، قبل أن يعري منتخب زامبيا العيوب الدفاعية لبلماضي وأشباله، بعدما تمكّن من تسجيل ثلاثية كاملة ولولا الحظ لتمكّن منتخب الرصاصات النحاسية من تسجيل أهداف أخرى، بالرغم من الأخطاء التحكيمية الفادحة التي عانى منها رفقاء متوسط الميدان إسماعيل بن ناصر بهراري وندولا.
تراجع مستويات دفاع المنتخب الوطني وهشاشة المنظومة الدفاعية القوية التي كونها الناخب الوطني خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، راجع لتراجع مستوى بعض العناصر وإصابة أخرى، وعدم إيجاد الخلف المناسب للاعبين أعادوا هيبة المنتخب الوطني في ظرف وجيز.
هذا، ويعد ابتعاد خرّيج مدرسة نصر حسين داي جمال الدين بن العمري، عن المنافسة الرسمية منذ تعاقده مع فريق ليون الفرنسي، الذي ظهر بألوانه خلال 08 مناسبات بمعدل 301 دقيقة لعب، وكذا غياب الظهير الأيمن يوسف عطال عن المنتخب طيلة عشرين شهرا، بسبب لعنة الإصابات التي طاردته رفقة زميله في الرواق مهدي زفان، العائد إلى الخضر خلال تربص شهر مارس المنصرم، هو المبعد مباشرة بعد «كان» مصر بسبب تواجده أولا دون فريق، وبعدها لطول مدة غيابه عن المنافسة وكذا لتعرّضه لإصابات متكررة، دون نسيان غياب الظهير الأيسر رامي بن سبعيني عن مباراة زامبيا بسبب تعرضه لإصابة عضلية، كلها عوامل أدت لتراجع مستوى الدفاع، وهو ما جعل الطاقم الفني يتفطن لخطورة الوضع في ظل غياب البدائل.
ازدواجية المناصب الدّفاعية
نهاية الموسم الكروي (2020 - 2021) كانت عكس بدايتها، حيث تمكّن الناخب الوطني جمال بلماضي، من ضمان ازدواجية المناصب، وأحيانا ضمان خدمات ثلاثة إلى أربعة لاعبين في منصب واحد، مثلما هو الأمر في منصب الظهير الأيمن أين تمّت إعادة بطلي إفريقيا يوسف عطال ومهدي زفان إلى المنتخب، مع إيجاد خليفتين لهما يتعلق الأمر بحسين بن عيادة لاعب النجم الساحلي التونسي، ورضا حلايمية لاعب بيرشوت البلجيكي.
كما أنّ بلماضي وجد لاعبيـْن في محور الدفاع بمواصفات عصرية، حين منح الفرصة لمدافع والويجك الهولندي أحمد توبة، بجانب لاعب الترجي الرياضي التونسي عبد القادر بدران أمام المنتخب الموريتاني، أين سيكونان منافسين عنيدين للثنائي الأساسي بن العمري وماندي، وخطرا على مهدي تاهرات الذي قد يفقد مكانته حتى في قائمة 23 لاعبا المعنية بتربص شهر سبتمبر المقبل.
من جهة أخرى، وبالرغم من منحه أكثر من فرصة لمدافع سيون السويسري أيوب عبد اللاوي، إلا أن الأخير لم يكن مقنعا في خرجاته، خصوصا أمام منتخب زامبيا حين كان قريبا من إيقاف سلسلة المباريات دون هزيمة للمنتخب بكرته الطائشة التي اعترضها القائم، فيما قدّم نوفل خاسف مؤشرات ايجابية حين تم إشراكه ضد منتخب بوتسوانا، إلا أن وضعيته الإدارية مع فريق تونديلا وإبعاده عن المنافسة لمدة شهرين كاملين، جعلته يعود للنقطة الصفر.
زروقي وبلقبلة يساهمان في الاستقرار الدّفاعي
في سياق ذي صلة، تمكّن بلماضي من إعادة التوازن للخط الخلفي، بعدما ضمن ثنائيا من ذهب بوسط الميدان في منصبي لاعب الارتكاز والمدافع المتقدم، يتعلق الأمر بخرّيج مدرسة أجاكس أمستردام راميز زروقي ولاعب بريست هاريس بلقبلة، اللذين أبهرا الجميع بقدراتهما الفنية والبدنية، وتموقعهما فوق أرضية الميدان وكذا شلهما لأغلبية الهجمات، وهو ما قلّل من خطورة مهاجمي المنافس وساهم في عودة الصلابة الدفاعية.
يذكر، أنّ بلماضي وجد الحلول لمعضلة الدفاع قبل خوض تصفيات نهائيات كأس العالم 2022 بقطر.