«الشعب» تحادث رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، أمس بباريس، مع نظيره رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية كلود بارتلون وتناول معه واقع وآفاق العلاقات الثنائية في ظل الديناميكية الإيجابية التي تطبع مسار التعاون بين البلدين.
وقد أكد رئيس المجلس، استعداد الجزائر لتوطيد علاقاتها مع فرنسا من أجل صداقة دائمة، وأشار إلى الزيارات التي تبادلها رؤساء الوزراء والتي أعطت دفعا قويا لمسارها المتصاعد، وقال إن البرلمانيين لهم مجالات واسعة للقيام بما يلزم من أجل تنويع أوجه التعاون لاسيما حول المحورين المطروحين للنقاش على مستوى اللجنة البرلمانية الكبرى وخصوصا فيما يتعلق بمجال نقل التكوين والتكنولوجيات، معتبرا أن الثقافة المشتركة لها دور مشهود في خلق مزيد من التقارب بين الشعبين.
وكانت هذه المحادثات فرصة استعرض فيها ولد خليفة، جهود الجزائر في الحفاظ على استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، كما تطرق إلى التهديدات المقلقة التي يمثلها تدفق السلاح وتجارة المخدرات على أمن المنطقة وقال أن الجزائر ما انفكت، في ظل هذه التحديات، تعمل على تصدير عوامل الأمن، واستشهد بنجاحها في جمع الفرقاء الماليين للتوقيع على إعلان الجزائر للبدء في حوار مثمر يحفظ وحدة تراب هذا البلد، مؤكدا في نفس الوقت، أن الجزائر تلتزم بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي تدعو دائما إلى انتهاج الحوار السلمي ونبذ العنف لحل النزاعات.
وفي هذا السياق دعا رئيس المجلس إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين البلدين للوقوف في وجه الإرهاب الذي بات عدوا مشتركا للجميع خصوصا مع تداعيات عدم الاستقرار الذي تعاني منه بعض الدول المجاورة للجزائر، حيث شرح بالمناسبة مقاربة الجزائر في محاربة هذه الظاهرة العابرة للقارات والتي تقتضي أيضا دعم جهود التنمية في بلدان المنطقة على اعتبارها أحد أهم عوامل الاستقرار.
واغتنم رئيس المجلس هذا اللقاء أيضا، للحديث عن القضية الصحراوية، حيث جدد الموقف الجزائري الذي يدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، باعتباره حقا مشروعا وقال إن المواثيق والقرارات الأممية تكفل هذا الحق وسوف تكون عديمة الجدوى إذا لم تطبق.
ومن جهته حيا رئيس الجمعية الوطنية بارتلون دور الجزائر في الحفاظ على استقرار منطقة حوض المتوسط وشمال إفريقيا، وعزا ذلك لثقلها الاستراتيجي وما تنعم به من استقرار، وأضاف من جهة أخرى أن العلاقات بين فرنسا والجزائر تعرف منحى إيجابيا مؤكدا أن الدبلوماسية البرلمانية تضطلع بمهمة دعم حكومتي البلدين في توجيه الجهود نحو دعم التعاون لاسيما في مجال التعليم والتكوين مضيفا أن دينامكية التعاون عرفت انتعاشا ملحوظا لاسيما بعد الزيارات التي تبادلها أعلى المسؤولون في البلدين.