طباعة هذه الصفحة

الذكرى 59 لحرق المكتبة

جامعة الجزائر تستعيد جريمة O.A.S

فاطمة الوحش

إن منظمة فرنسا الإرهابية لم تكتف بإلقاء الجزائر في بركة من الدماء، بل تطاولت وامتد إجرامها لترتكب جريمة أخرى أشنع، فوصلت بشاعتها إلى حرق الكتب أيضا، سعيا منها لطمس هويتنا وتاريخنا وعدم ترك أي شيء للذاكرة، ففي السابع من جوان 1962م وعلى الساعة منتصف النهار و27 دقيقة، أقدمت المنظمة العسكرية السرية O.A.S على ارتكاب جريمة ثقافية استهدفت الذخيرة الثقافية والعلمية التي تزخر بها المكتبة الجزائرية من مخطوطات نادرة وكتب التاريخ والأدب، ساعية من وراء ذلك لحرمان الجزائر من الصرح الثقافي والعلمي وكذا حرمان الأجيال الصاعدة من المعرفة والتنوير.
بهذه الذكرى الأليمة نظمت جامعة الجزائر-1- بن يوسف بن خدة يوما إعلاميا حول الذكرى 59 لحريق المكتبة الجامعية (7 جوان 1962) وذلك بحضور رؤساء الجامعة ومجموعة من المجاهدين وكذا عدد من الصحفيين.
وبعد افتتاح الجلسة من قبل رئيس الجامعة بن تليس، ألقى مدير المكتبة طايحي ساعد كلمة مقتضبة حول الحدث التاريخي الشنيع.
كما ألقت من جهتها المجاهدة بوقدور كلمة حول الجريمة تحدثت فيها عن مساهمتها في إعادة ترميم المكتبة الجزائرية باعتبارها أول مديرة للمكتبة بعد الاستقلال.
وبالمناسبة تم تكريم مجموعة من المجاهدين ورؤساء المكتبة القدامى، كما أقيم معرض لصور حريق المكتبة قبل وأثناء وبعد الجريمة، إضافة إلى معرض آخر للصحافة حول الحريق باللغتين العربية والفرنسية.
وفي التصريح الذي قدمه بن تليس، قال إن الحريق الذي أتى على البناية أدى إلى إتلاف عدد كبير من الكتب القيمة والنادرة والذي بلغ عددها أكثر من 600.000 كتابا ومخطوطا، لتقوم السلطات بعدها بإغلاق المكتبة، مضيفا أن الجمعية الوطنية لتنسيق النشاطات الجامعية قامت بإعادة بناء المكتبة وإنشاء الرصيد المكتبي التالف جراء الحريق، وذلك بمشاركة عدد كبير من الجامعات العالمية وحتى الفرنسية، ليتم بعدها إنشاء رصيد آخر قدر بحوالي مليون نسخة.
وأردف قائلا إن هناك أكثر من 19ألف متر خطي من الرفوف موجود بها عدة كتب من كل الأنواع ومختلف التخصصات.
كما أشار إلى أن الجامعة الآن تقوم برقمنة الكتب التي لا تملك حقوق المؤلف ومن بينها المذكرات والكتب القديمة مثل التي تتحدث عن الحضارة في المغرب العربي.
من جهته، أكد علي تابلت أن مكتبة الجامعة الجزائرية كانت من أقدم وأهم المكتبات في العالم العربي وإفريقيا، وكانت تحتوي على رصيد غني وثري وكتب قيمة من مختلف العلوم والمخطوطات النادرة إضافة لكونها مكان استقطاب الباحثين من مختلف أنحاء العالم كاليابان وفرنسا وأمريكا.