عقد قطاعا التعليم العالي والبحث العلمي والشباب والرياضة، أمس، لقاءً خصص لمناقشة آفاق ترقية وتطوير الرياضة الجامعية وتنويع وإثراء عروض التكوين في الحقل الرياضي.
بحسب القائمين على الملف من القطاعين، فإن هذا اللقاء يهدف إلى تعزيز الشراكة والتنسيق في مجال تحيين البرامج التكوينية في تخصصات العلوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية ودراسة معايير التسجيل في المؤسسات الجامعية الخاصة برياضيي النخبة.
ومن بين أهداف الاجتماع أيضا، إدراج وحدات تعليمية جديدة ذات الصلة بأهم المستجدات الحالية والمستقبلية في هذا الميدان ضمن مسارات التكوين والعمل على إضفاء التجانس وتعزيز التنسيق بين المدرسة الوطنية العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجياتها ومؤسسات التعليم العالي التي تضمن التكوين في علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية في طوري الليسانس والماستر (23 مؤسسة و5 تخصصات)، بالإضافة إلى تسهيل تشغيلية منتوج التكوين للقطاعين قصد ترقية وتطوير النشاط الرياضي والمنافسة في الوسط الجامعي.
ويأتي هذا اللقاء، بعد سلسلة من الجلسات لأفواج العمل المشتركة التي عملت -بحسب ما تم التأكيد عليه- على إعداد برنامج وطني يتضمن عدة محاور، منها التكوين والجمعيات والاستغلال المشترك للهياكل الرياضية وكذا محور تعميم وتكثيف أنشطة وبرامج ترقية الممارسة والمنافسة الرياضيتين في الوسط الجامعي.
وأكد وزير التعليم العالي، عبد الباقي بن زيان، بأنه شرع في «تجسيد هذا البرنامج محليا من خلال تنصيب مجمل اللجان المحلية (ما يفوق 40 لجنة مشتركة) والتي عملت على تسطير برامج محلية «فعالة» لتجسيد الأهداف المسطرة وتقديم تقارير سداسية للجنة الوطنية بين قطاعات التعليم العالي والتربية الوطنية والشباب والرياضة.
وعهد لهذه اللجنة مهمة إعداد مخطط وطني لإعادة بعث الرياضة المدرسية والجامعية، من خلال دعم البرامج المشتركة في إطار اتفاقية ثنائية مع وزارة الشباب والرياضة، بهدف إعداد قانون أساسي للطالب الرياضي وملف وطني للطلبة الرياضيين ذوي المستوى العالي ورياضيي النخبة وتوزيعهم على مستوى المؤسسات الجامعية.
وفي إطار تنفيذ توصيات الحكومة، تم تنصيب لجنة وطنية متعددة القطاعات مكلفة بدراسة ملف خريجي معاهد علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية (STAPS) والتي عقدت ثلاثة اجتماعات في شهر فبراير المنصرم، بحسب وزير التعليم العالي، الذي ذكّر بالمنشور الوزاري الصادر في 22 فيفري 2021 المتعلق بتجسيد العمليات الآنية المستعجلة المتضمنة في المخطط.
ولدى تطرقه لما تحقق لحد الآن ضمن هذا المسعى، تحدث بن زيان عن تنصيب 23 لجنة ولائية لإعادة تنشيط الرياضة المدرسية والجامعية وتنظيم بطولات وتظاهرات رياضية عن بعد خلال سنة 2021 وتكثيف النشاطات الرياضية على مستوى المدينة الجامعية بوهران تحت شعار «معا لإنجاح الألعاب المتوسطية- وهران قبلة العالم»، تحسّبا لاحتضان هذه الألعاب.
ومن بين الأهداف المحققة، أشار ذات المسؤول إلى الشروع في تنظيم التصفيات الولائية والخاصة بالمناطق والجهوية للإلعاب الرياضية الجامعية.
وعبّر بن زيان في سياق كلمته، عن زمله في أن يفتح قطاع الشباب والرياضة المجال للمتكونين بالمؤسسات التعليمية والتكوينية لإجراء التربصات الميدانية بالمؤسسات التابعة لهذا القطاع.
كما يأمل ذات الوزير في مساهمة وزارة الشباب والرياضة في التحضيرات والانتقاءات للمنافسات الرياضية، التي سيشرع القطاع في تنظيمها مطلع السنة الجامعية المقبلة والتي سيتم فيها انتقاء المترشحين الذين سيحظون بالتكريم في الأسبوع العلمي والرياضي خلال شهر مايو 2022.
أما الهادي خالدي، فقد أبرز من جهته بعضاً من التدابير الاستعجالية المتضمنة في مخطط إعادة بعث الرياضة الجامعية، من بينها استكمال المراحل المحلية والجهوية من المنافسات في 14 تخصصا رياضيا بتمويل قدره 50 مليون دج من ميزانية وزارته. لافتا في هذا الصدد، إلى أنه «يتم العمل حاليا على تنظيم المراحل النهائية من هذه المنافسات المزمع إجراؤها يوم 5 يوليو القادم بمشاركة نحو 2500 طالب جامعي».
كما قامت الوزارة -بحسبه- بتنظيم تظاهرات ومهرجانات رياضية داخل الأحياء الجامعية، إضافة الى الاحتفال باليوم الدولي للرياضة الجامعية الذي أقرته اليونسكو في 20 سبتمبر من كل سنة.
وبخصوص الإجراءات متوسطة المدى، التي تهدف الى إصلاح شامل لمنظومة الرياضة الجامعية، فقد أفاد السيد خالدي بأنه تم لهذا الغرض تنصيب لجنة فرعية مشتركة تعنى بمراجعة النصوص التنظيمية وإصلاح المحاور الكبرى للرياضة الجامعية.
ووفق ما كشف عنه ذات الوزير، فقد تمت مراجعة القوانين الأساسية الخاصة بالاتحادية الوطنية للرياضة الجامعية وإعادة إحياء الرابطات المنضوية تحت لوائها وكذا تثمين وإدماج الممارسة الرياضية في المسار الجامعي، لاسيما من خلال إدراج الرياضة ضمن مشاريع المؤسسات الجامعية وتعزيز التأطير البيداغوجي الخاص بالرياضة الجامعية.
وفيما تعلق بمحور التكوين في مجال الرياضة، أكد وزير الرياضة والشباب أن قطاعه «يحوز على منظومة تكوين متكامل تشمل المدرسة العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجياتها بدالي إبراهيم ومعاهد علوم وتكنولوجيا الرياضة في كل من عين البنيان وقسنطينة وعيون الترك بوهران وورقلة.
ولم يفوت ضمن نفس المنحى، الفرصة ليذكر بمجهودات ترقية التكوين كواحد من دعائم تطوير الرياضة كالارتقاء بالمدرسة سالفة الذكر رلى مدرسة عليا وتوسيع عروض التكوين قصير المدى باستحداث تخصصات جديدة وإقرار جملة من التدابير الاستثنائية لفائدة رياضيي النخبة وإعداد القانون الأساسي وبطاقية الطالب الرياضي وأخيرا مراجعة سلم معادلات الشهادات الوطنية في مجال الرياضة مع شهادات المربين.
ويأتي اللقاء، الذي تخللته مداخلتان حول إعادة بعث الرياضة الجامعية والتكوين الرياضي الجامعي، تجسيدا للاتفاقيات المبرمة ما بين القطاعين سنتي 2014 و2018 بهدف ترقية الممارسة الرياضية في الوسط الجامعي من خلال تطوير النشاطات الرياضية في مؤسسات التعليم العالي والإقامات الجامعية والعمل سويا في مجال التكوين لتوفير الوسائل اللازمة من أجل ضمان تأطير مؤهل وكذا الاستعمال المشترك والعقلاني للوسائل والموارد المتوفرة على مستوى القطاعين لفائدة الطلبة.