يواجه سكان مداشر أولاد صلاح وبن زينة ببلدية جليدة الريفية متاعب تنموية ونقائص عديدة طالما ناشدوا المنتخبين المحليين التكفل بها، وهذا على حد تعبير عدد من العائلات في تصريح لـ «الشعب» عبر عدة مواقع من تلك المداشر المترامية الأطراف، فيما قدّم مسؤولو البلدية «تبريرات» حول هذه النّقائص المسجّلة.
يشتكي عدد من سكان هذه المداشر ممّن فضلوا الإستقرار بمناطقهم الأصلية لخدمة أراضيهم الفلاحية وأنشطتهم الزراعية، خاصة في ميدان الحبوب والبقليات الجافة، رافضين النزوح إلى مناطق أخرى وإخلاء هذه المداشر التي لها جذور تاريخية وامتداد عائلي بالبلدية والولاية.
ولعل ما يثير قلق هؤلاء، أنّ النّقائص التنموية التي طالما تحدثوا عنها لم يتم التكفل بها حسب أقوالهم، والتي حصروها في متاعب الصرف الصحي في غياب شبكة الربط الجماعية، الأمر الذي حتّم على هؤلاء حسب تصريحاتهم اللجوء إلى الحفر التقليدية رغم خطورتها بسبب إهترائها، ما جعل الروائح الكريهة مصدر إزعاج حسب تصريحات عدد من السكان لـ «الشعب».
من جانب آخر، أثار هؤلاء مسألة انعدام الغاز الطبيعي، خاصة وأن عملية البحث عن قارورة غاز صار يكلفهم مشقة في البحث عنها ونقلها، يقول أبناء دشرتي أولاد صلاح وبن زينة الذين تذمروا من تكلفة المصاريف الباهضة التي يتطلبها المشروع، حيث ينبغي على السلطات الولائية التدخل لإيجاد حل لهذه المعضلة التي صارت هاجس العائلات المحافظة، والمتمسّكة بطابعها الريفي ونشاطها الفلاحي الذي يعد مصدر قوتها.
وبخصوص هذا المطلب، فقد سبق للسلطات الولائية أن أبدت استعدادها لربط المناطق والتجمعات الريفية، خاصة مناطق الظل، بشبكة الغاز، وهو ما أكّده الوالي الأسبوع المنصرم خلال زيارته لدشرة السلامية التابعة إقليميا لبلدية بوراشد والمنتمية لدائرة جليدة.
وحسب ذات المسؤول، فإنّ الولاية عن طريق المصالح المعنية مستعدّة لتغطية هذه الاحتياجات بشرط أن يتّفق سكان الدوار، يشير ذات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي بعين الدفلى.
كما رفعت العائلات مشكل نقص الإنارة العمومية بالرغم من وجود الأعمدة الخاصة بها، غير أن الإضاءة منعدمة بذات الجهات القريبة من الشريط الغابي من ناحية الجنوب الغربي لإقليم البلدية، يقول محدثونا في عين المكان.
وفي ردّه، أكّد رئيس البلدية أحمد بزيو أنّ مشكل الصرف الصحي مطروح بكل المداشر الـ 22، كون أنّ المنازل متباعدة عن بعضها البعض وهو ما يكلّف أموالا طائلة، مشيرا إلى أنّ مصالحه قد أنجزت دراسات تقنية بهذه المداشر بالرغم من التكلفة المالية المرتفعة، غير أن الوضع المالي يتطلّب الصبر على هذا المطلب الشرعي.
وأفاد رئيس البلدية أنّ مسألة الربط بالغاز يتطلّب إجماعا بين سكان المداشر والإتفاق فيما بينهم في ضبط عملية الإستهلاك والتسيير كون أنّ شبكة غاز البروبان لا تتوفّر على عدادات لحصر وضبط عملية الإستهلاك الفردي لصاحب أي منزل من المجموعة، يشير ذات المنتخب، الذي أبدى استعداده لتركيب المصابيح المعطلة في وقت لاحق، مبديا ارتياحه لحل مشكل الماء الشروب بعد ربط السكان بشبكة التوزيع المنزلية، يقول محدثنا الذي كشف عن الاهتمام الكبير الذي توليه السلطات المحلية لمناطق الظل ببلدية جليدة الريفية.