السلالات المتحوّرة مصدر تهديد للاستقرار الوبائي
أكّد مسؤول التنسيق بمصلحة «كوفيد-19» بمستشفى مايو بباب الوادي، الدكتور كريم سعدي، أنّ الوضع الوبائي مقلق لكنه ليس خطيرا، وهذا بالنظر إلى ارتفاع منحنى الإصابات والإقبال على المستشفيات الذي تضاعف 10 مرات بالمقارنة مع الأسابيع الماضية.
أوضح الدكتور كريم سعدي لـ «الشعب»، أن أرقام الإصابات بفيروس كورونا عادت إلى الارتفاع من جديد خلال الأسبوع الأخير، بسبب التراخي في الالتزام بالإجراءات الوقائية، حيث زاد الإقبال على المستشفيات بشكل ملفت، مرجعا السبب إلى استهتار المواطنين بتدابير السلامة وبطء حملات التطعيم.
وتابع المتحدث «أصبحنا نستقبل 10 مرضى في 24سا في حالة مستعصية، بدل مريضين يعانيان إصابة معتدلة»، وهو الإشكال الذي أقلق الأطقم الطبية الساهرة على استقبال المواطنين بمصلحة كوفيد»، خاصة الحالات الحرجة التي تحتاج إلى متابعة طبية في العناية المركزة أو الإنعاش، مضيفا أن الوضع نعيشه منذ أسبوع تقريبا.
وأشار المنسق إلى أن الأطباء سبق وأن طالبوا في رمضان بسن إجراءات ردعية ضد المخالفين للبروتوكول الصحي، مضيفا أنه لا مجال للعاطفة، لأن الوضع مقلق وبحاجة إلى اتخاذ الإجراء المناسب والصرامة في تطبيق البروتوكول الصحي، وهذا بعد الاستهتار والسلوك السلبي اللذين أظهرهما المواطن في التعامل مع الوضع مؤخرا.
الوقاية ضرورية
بخصوص ارتفاع عدد الإصابات بكورونا خلال الأسبوع الأخير، قال إن الاستهتار والتهاون في التقيد بإجراءات وتدابير الوقاية خاصة بعد ظهور الفيروسات المتحورة وراء تدهور الوضع الصحي في بلادنا، داعيا المواطنين إلى الالتزام الصارم إلى غاية تعميم عملية التلقيح وتحقيق المناعة الجماعية.
وصرّح في ذات السياق، أنّ الوضع الوبائي كان من الممكن التحكم فيه والقضاء عليه شهر فيفري الماضي عندما انخفضت الإصابات بفيروس كورونا، وقبل ظهور السلالات الجديدة، غير أنّ المواطن صعّب الأمر وعقّد العملية لدرجة أصبح الوضع الصحي مقلقا خاصة مع المتحوّرات الجديدة المعروفة بسرعة انتشارها.
وعن التلقيح، قال إنّ المنقذ الوحيد للوضع، الإنتاج المحلي للقاح ضد فيروس كورونا، خاصة وأن بلادنا تحوي الإمكانات التي تسمح بتحقيق المشروع الذي يرفع من المناعة الجماعية، وإلى حين ذلك تبقى القواعد الوقائية الثلاث الكمامة، التباعد الاجتماعي والنظافة الحل الوحيد لمنع تفشي الفيروسات.
ورجح الدكتور فرضية تدهور الوضع الصحي إلى انتشار الفيروسات المتحورة أكثر من كورونا الكلاسيكي، حسبما أكدته الدراسات الأخيرة والواقع الميداني، الذي أثبت أن التفشي ناتج عن تحور كورونا الكلاسيكي وارتفاع عدد الإصابات بالسلالات الجديدة، مؤكدا أن المتحوّرات مصدر تهديد للاستقرار الوبائي.
وصرّح في رد على سؤال حول مضاعفات الفيروس، أنّها تكون عند كورونا المستعصية أي الأشخاص المصابين بنسبة كبيرة بالفيروس، والتي تتراوح بين 60 إلى 70 بالمائة، حيث تترك آثارا على الرئة تصل حد ضعف التنفس، تخثر الدم والجلطات، أما البقية لا خطر عليهم.
وأوضح في ذات السياق، أن فيروس كورونا يحدث أعراضا متفاوتة بين المصابين بالعدوى، ففي الوقت الذي يعاني فيه البعض من اضطرابات شديدة تصل حد الوفاة، لا يعاني الأغلبية من أي أعراض أو أنهم يشعرون بأعراض خفيفة فقط، غير أن المؤكد متاعب بعض مرضى «كوفيد-19» لا تنتهي عند الشفاء، وحينما يجرى لهم الفحص وتكون النتيجة «سلبية»، بل تتواصل مع أعراض مزعجة طويلة الأمد، وقد تكون خطيرة أحيانا عند الأشخاص الذين دخلوا الإنعاش، إلا أنها فئة قليلة.
وأضاف، أحيانا الآثار تصاحبه أيام فقط كضعف التنفس والاستعانة بالتنفس الاصطناعي ثم يعودون إلى الحياة العادية، عكس ما يتداوله البعض بشأن استمرار الآثار مدى الحياة، مستندا في ذلك إلى بعض الحالات التي عالجها وعادت إلى حياتها الطبيعية، أما المصابون بكورونا المعتدلة فلا تصاحبهم الأعراض طويلا.