طباعة هذه الصفحة

الحملة الانتخابية في أسبوعها الأخير

أحـزاب ومترشحون مستقلون يسابقون الزمن

هدى بوعطيح

تدخل الحملة الانتخابية أسبوعها الثالث والأخير، لتتسارع معها وتيرة المترشحين لتشريعيات 12 جوان الجاري، والذين يسابقون الزمن لاستمالة الناخبين وكسب أصواتهم للظفر بكرسي البرلمان، وفي جعبتهم برنامج يطوفون به مختلف ولايات الوطن، حاملين لوعود «مغرية» لكسب ود سكانها والتي يتمنون بأن لا تكون مجرد حبر على ورق، وأن لا تختفي أصواتهم التي كانت تنادي قبل الاستحقاق بخدمة الشعب ومنحهم حقوقهم وضرورة تجسيد مطالبهم على أرض الواقع.
تشكيلات سياسية ومترشحون أحرار يناشدون الهيئة الناخبة للتوجه بقوة نحو صناديق الاقتراع، ويؤكدون على أهمية هذا الموعد الوطني في تحقيق «التغيير» الذي يطالبون به، وكان شعار الحراك، وشددوا على أن المنافسة ستسودها الشفافية والديمقراطية وستتوفر النزاهة في تأطير الحملة الانتخابية، مستندين في ذلك إلى تصريحات رئيس الجمهورية الذي تعهد بأن تكون «الانتخابات البرلمانية نزيهة وشفافة، وتسخير كل الإمكانات اللازمة ليؤدي الناخبون واجبهم في كنف السكينة والثقة في المستقبل»، وبأنها «رهان حيوي سيخوضه الشعب بإرادته الحرة والسيدة، لبناء مؤسسات قوية وذات مصداقية».

الشباب والتنمية

الشباب.. الورقة الرابحة في أجندة مختلف التشكيلات السياسية التي ستخوض غمار الانتخابات التشريعية، يوم 12 جوان، أحزاب وقوائم حرة اختارت أن تكون أغلبية مرشحيها من العنصر الشاب ذوي الكفاءات العلمية، ليكون القاطرة التي تقود البلاد نحو تجسيد التغيير المنشود، كما أن المترشحين لم يفوتوا فرصة إغواء وكسب ود الشباب من خلال التأكيد على القضاء على البطالة، وذلك على أمل كسب رهان الاستحقاقات التشريعية المقبلة، والفوز بأكبر عدد من أصوات الناخبين.
كما تعتبر التنمية أهم رهان ترفعه التشكيلات السياسية، على غرار حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي أكد مناضلوه على إطلاق مشروع متكامل، يهدف إلى تطوير وطني شامل للتنمية المستدامة يمس القطاعات التي تتطلب التعديل أوالإصلاح، حيث تعهد الحزب بتطبيقها من أجل تحقيق تطلعات وطموحات المواطنين من خلال خطاب يعتمد على الشعبوية ويرتكز على وضوح الهدف والواقعية في منهجية التطبيق.
كما سيلتزم الأرندي، بحسب، برنامجه بضمان إنعاش الاقتصاد الوطني، وتوفير مناخ أعمال ملائم لتحقيق نمو مستدام وخلاق لمناصب شغل، من خلال استحداث وزارة للاقتصاد الوطني من أجل التنسيق الفعّال بين مختلف القطاعات الفاعلة في الاقتصاد الوطني وتحقيق الإصلاحات الهيكلية اللازمة، عبر رؤية موحدة والابتعاد عن العمل الانفرادي.
ناهيك عن التنمية الفلاحية وإعداد مشاريع قانونية تحفيزية للشباب للاستثمار في القطاع الفلاحي والصناعات الفلاحية التحويلية، لا سيما في الجنوب الجزائري فضلا عن التنمية الصناعية والمنجمية والصناعة التحويلية والتنمية الصحية والاجتماعية.

دعم الاستثمار لفتح مناصب شغل

ويضع حزب جبهة التحرير الوطني أمام المواطنين برنامجا ثريا، ولا يخلو من الوعود التي يمكنها أن تستميل أكبر عدد من الهيئة الناخبة، والمتمثلة في تجسيد المطالب المشروعة التي عبر عنها الجزائريون والجزائريات خلال الحراك الشعبي الأصيل، سعيا إلى بناء جزائر المستقبل، حيث أكد مناضلوا الحزب العتيد على أن الآفلان في عهده الجديد يعمل على الاقتراب أكثر من الجماهير وتبني شؤونها.
كما تعتبر التنمية بالنسبة للآفلان حافزا لالتفاف المواطنين حوله، من خلال تأكيده بحسب ما جاء في برنامجه على تحسين مرتبة الجزائر العالمية في وتيرة التنمية القائمة على التوزيع العادل للدخل، ومن أهم مؤشراتها التعليم والصحة للجميع، والعناية بشبكة النقل الذي يعد الشريان الحيوي للاقتصاد ومنتوج البحث العلمي الأساسي والتطبيقي، وأشار إلى بناء اقتصاد وطني ومتنوع من مبدأ قناعة الحزب بأن اقتصاد السوق مرتبط بالدولة الاجتماعية وبالدفاع عن دوره في قيادة مسيرة التنمية، من خلال سيطرتها وملكيتها للقطاعات الإستراتيجية الحيوية، واهتمامها الدائم بحماية الفئات الهشة والمعوزة وذوي الحقوق والاحتياجات الخاصة.
وأشار الحزب إلى تطلعهم لبناء اقتصاد منتج وتنافسي في إطار التنمية المستدامة والحفاظ على المكتسبات الاجتماعية، فضلا عن دعم الاستثمار لخلق مناصب شغل تمكن من التقليص من البطالة من خلال دعم الاستثمار المحلي واستقطاب الاستثمار الأجنبي، وتسهيل عمل الشركات الأجنبية في الجزائر مع الشراكة الجزائرية.

المرأة ضمن البرنامج الانتخابي
الأمينة العامة لحزب تجمع أمل الجزائر تاج فاطمة الزهراء زرواطي، اختارت وخلال أغلب حملاتها الانتخابية أن تدغدغ مشاعر العنصر النسوي، مؤكدة على دعمها اللامتناهي للمرأة، على اعتبار أنها شريك فعال في بناء لبنة المجتمع، واعدة بتثمين وترقية جميع المكاسب التشريعية والسياسية التي حققتها المرأة، إضافة إلى إعادة الاعتبار للمرأة الماكثة بالبيت باعتبارها مربية الأجيال، وتمكينها قدر الإمكان من دعم مالي حكومي أوعن طريق نشاط حر متأقلم مع وظيفتها، إلى جانب اعتماد التعليم القاعدة للمرأة والتكوين المستمر لها، خصوصا من لم يسعفها الحظ في مواصلة تعليمها مع استغلال المؤسسات الرسمية والمجتمعية من تأهيل المرأة لتكون مربية المجتمع وتحصينها من التأثيرات المتعلقة بالعولمة.
حزب تاج أكد على أنه يضع بين يدي الهيئة الناخبة برنامجا واضحا ناضجا بإمكانه رفع مكانة الجزائر عاليا وعلى كل المستويات، بما يحمله من رؤية جديدة ومتبصرة وأفكار عميقة واقعية وناجعة، والذي بدوره أكد على ضرورة بناء اقتصاد وطني تنافسي منتج للشغل والثروة وضامن للعدالة الاجتماعية، ناهيك عن استكمال بناء دولة القانون والمؤسسات والديمقراطية والحكم الراشد..

المنظومة التربوية أولوية..

وأعطى حزب الفجر الجديد أولوية للمنظومة التربوية، واعدا بإعادة النظر في التجارب المتكررة والفاشلة في هذه المنظومة، على اعتبار أن المستقبل يُبنى على ما توفره للأجيال الصاعدة، ناهيك عن المطالبة بإعادة إنشاء مجلس وطني للتربية يشكل من ذوي الاختصاص من المعملين والأساتذة، ووضع سياسة رشيدة ومدروسة فيما يخص التعليم العالي الذي يعتبر العمود الفقري لتطور الأمم.
كما تضمن برنامج الحزب ضرورة تطوير وتشجيع الاستثمار السياحي المحلي وتشجيع الاستثمار وإلغاء الإجراءات البيروقراطية التي تعرقل المستثمرين، وضمان الرعاية الصحية والاجتماعية لكافة المواطنين وبدون استثناء، والتركيز على بعض القطاعات الحساسة والتي تعتبر من انشغالات المواطن الجزائري.
مناطق الظل في أجندة القوائم الحرّة

وتعهد مترشحو القائمة الحرة «صدى الأحرار» بولاية البليدة بالتكفل بانشغالات سكان مناطق الظل، الذين يعيشون حياة البؤس والشقاء، بسبب تهميش ولا مبالاة السلطات المحلية، مؤكدين على تجسيد التنمية بهذه المناطق لضمان حياة كريمة لسكانها بعيدا عن المعاناة، وتحسين الإطار المعيشي لقاطنيها، إلى جانب اقتراح مشاريع تلبي تطلعاتهم، والقضاء على البيروقراطية التي تشل حركة الاقتصاد وتعد سببا رئيسي في عرقلة عجلة النمو، كما أكدت «صدى الأحرار» على العمل على خلق آليات دعم الفلاحة، وتشجيع العمل الجمعوي وضمان تجنيد الطاقات البشرية بمختلف فئاتها، وتدعيم السكن بمختلف صيغه والعمل على ترقيته لضمان حياة كريمة للمواطن، إضافة إلى العمل على خلق فرص عمل وتنشيط عالم الشغل من أجل تحقيق عدالة اجتماعية.

 إبعاد العراقيل البيروقراطية

ونادى مترشحو القائمة الانتخابية «المنارة» بضرورة دعم فئة الشباب ماديا ومعنويا والعمل على إبعاد العراقيل البيروقراطية، التي تُعجل بوأد الأفكار وتقف ندا أمام إرادتهم وعزيمتهم، واقترحوا معالجات وحلول لعدد من القضايا الهامة التي يعتبرونها مدخلا لبناء منظومة وعي مجتمعي جديدة، بإتباع أسلوب تفكير جديد وغير تقليدي في تحليل ودراسة المشاكل، ووضع آليات عمل مرنة، وواقعية تساهم في تجاوز الحلول التقليدية، كما تسهم في طرح حلول لمشاكل المجتمع، كما اختاروا مرحليا التكفل بعدد من القضايا منها البطالة والفقر، تطوير التعليم، الارتقاء بالخدمة الصحية، تطوير الزراعة.
إلى جانب قضايا أخرى متعلقة ببناء الاقتصاد الوطني، تسريع التنمية الشاملة، إصلاح السياسات المالية والنقدية وترشيد إنفاق الدولة والاستهلاك العام، والحفاظ على المال العام، بالإضافة إلى تمكين المرأة وتعزيز دورها، وحماية الأسرة والطفل.

صوت ذوي الاحتياجات الخاصة والطبقة المعوّزة

أما «الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار» (رابطة جيش ـ شعب) فقد رفعت شعار «عمليون لا نظريون»، مشيرة إلى أن وعودها الانتخابية تعكس رؤيتها وبرنامجها على مختلف مراحل العهدة النيابية، وبأنها ستكون ممثلة لكل من انتخبها في المجالس المنتخبة، لرفع انشغالاتهم إلى أرفع المنابر، وأضافت بأنها ستشجع المواطنين والقطاع الخاص، على اعتبار أن كلاهما رأس مال اجتماعي للمشاركة في المشروعات التنموية، انطلاقا من إطار المقاربة التشاركية التشاورية التداولية.
وأكدت «الجبهة الشعبية للسلم والاستقرار»، كما جاء في برنامجها الانتخابي أنها ستقوم بتمثيل المعاقين واليتامى والبطالين والمسنين والفقراء والمهمشين وبيوت الصفيح والمرضى والمطلقات والأرامل والمطرودين مهنيا، إضافة إلى المتقاعدين ذوي الحقوق، حيث ستكون صوتهم وتدافع عنهم بلا هوادة، إلى أن ينالوا الإنصاف والإنصات الذي يعكس حصولهم على مواطنتهم الكاملة.