تحسّبا لشهر رمضان الفضيل، سارع العديد من أصحاب المحلات التجارية للمواد الغذائية وبعض تجار الطاولات بمدينة عين تموشنت، إلى اقتناء السلع والمواد الغذائية الأساسية بكميات كبيرة، خلافا لسائر الأيام الأخرى، تخوفا من ارتفاع أسعار هذه المواد الغذائية خلال شهر الصيام.
وبحسب أحد التجار، فإن أكثر المواد التي مسّها «التخزين» الزيت والسكر والطماطم المصبّرة، ثم تأتي في المرتبة الثانية مواد غذائية مثل السميد والفرينة وغيرها.
ويعتقد التاجر المتحدث، أن حرص أصحاب المحلات التجارية هذه الأيام على جلب المواد الغذائية المذكورة بحجم كبير، يعكس تخوف تجار التجزئة من حصول ندرة في السلع الغذائية لدى تجار الجملة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.
وكشف ذات التاجر، عن لجوء بعض التجار إلى تخزين كميات كبيرة من السلع الغذائية من أجل المضاربة في أسعارها خلال الشهر الكريم، وإن كان تجار المواد الغذائية بمدينة عين تموشنت، يسجلون حالة استنفار من أجل التزوّد بما يحتاجونه من أساسيات المواد الغذائية الكثيرة الاستهلاك في رمضان، فإن أغلب أرباب الأسر يجوبون هذه الأيام الأسواق والمحلات لاقتناء المواد الغذائية وتخزينها، لتأكدهم من ارتفاع أثمانها خلال رمضان الكريم.
من جهة أخرى، ستخوض مصالح الرقابة التابعة لمديرية التجارة بالولاية، رهانا كبيرا في رمضان المقبل، من خلال تجنيد أعوانها لكبح أنواع المخالفات التجارية والمضاربة في السلع الغذائية، حيث سطرت المصالح المعنية برنامجا مكثفا للمراقبة وتنظيم زيارات فجائية لمعامل الإنتاج والتخزين، وكذا تسليط عين الرقابة على تجار التجزئة والجملة المخالفين لقوانين حفظ وعرض المواد الغذائية سريعة التلف بطرق غير صحية وخطيرة، لاسيما وأن المنطقة لاتزال تسجل مستويات كبيرة لدرجة الحرارة، ما يُبقي خطر فساد بعض المواد الغذائية واردا، خاصة إذا امتنع التاجر أو المستهلك عن التقيد بشروط التبريد الضرورية لفائدة أنواع من الأغذية.
أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء تلتهب
تعرف أسواق اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء ارتفاعا في الأسعار بولاية عين تموشنت، حيث أصبح المواطن يشتكي غلاء هذه المادة بالذات، خاصة في هذه الفترة التي تفصلنا فيها أيام قليلة عن دخول شهر رمضان المبارك. حيث تعدى سعر اللحوم الحمراء 1200 دج، فيما ارتفع سعر اللحوم البيضاء إلى 300 دج. وبحسب العارفين بالمجال، فإن انعدام مذابح بلدية خاصة بالنسبة لسوق الدواجن بالولاية، ساهم بشكل كبير في ظهور تجار انتهازيين يتحكمون في أسعار هذه الأخيرة على حساب المواطن المغلوب على أمره وبمنطق «أدّي ولاّ خلّي».
كما أن جلب اللحوم من مناطق مجاورة أثر كذلك في هذه الزيادة، إضافة إلى أنها تستوجب تشديد الرقاية حول صلاحياتها وظروف نقلها التي يقوم عليها تجار خواص بكل تراب الولاية، في ظل تهميش بعض منتجي الدواجن بالولاية، الذين لم يتم استغلال خدماتهم، ليبقى الحال على ما هو عليه ومرشح لارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، خاصة خلال شهر رمضان الذي يكثر فيه الطلب على هذه المادة.