من الصعب اختزال تاريخ وجمال منطقة تاريخية وأثرية كقلعة بني حماد بين صفحات كتاب ومن الصعب جدا أيضا أن يوفي الباحث والأثري والكاتب «ملكة الحضنة والأوراق والزيبان» حقها. لكن يمكن القول أنّ الباحث والمؤلف عبد الرحمان خليفة استطاع أن يرفع التحدي الكبير من خلال آخر كتاب جميل له من إصدار المؤسسة الوطنية للنشر والاشهار «اناب» شهر ماي الجاري وقدم، أمس، في ندوة نقاش بمركز فنون وثقافة بقصر رؤساء البحر بالعاصمة.
يميّز «قلعة بين حماد ملكة الحضنة، الأوراس والزيبان «إصداره في إطار سلسلة الكتب الجميلة صفحاتها الأنيقة وصورها المعبرة وأيضا تعدى الاهتمام فيه بالموقع الأثري للمنطقة التاريخية حسب مؤلفه عبد الرحمان خليفة «إلى الجوانب الجغرافية والتاريخية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية».
وهو ما لا يوجد في المؤلفات التي تطرقت سابقا إلى قلعة بني حماد التي يعود تاريخها يقول عبد الرحمان خليفة إلى سنة 1007ميلادي على يد حماد ابن بولوغين الزيري والتي عرفت إشعاعا حضاريا وثقافيا وسياسيا يشهد به التاريخ.
وتتناول صفحات الإصدار باكورة أبحاث المؤرخ والأثري حول المنطقة منذ حقبة ما قبل التاريخ إلى آخر الحفريات الأثرية مرورا بتعاقب للحمام والحضارات عليها ومختلف فترات ازدهار الحياة بها.
وبالرغم من أن كتاب عبد الرحمان خليفة الجديد لم يكشف كل أسرار ملكة الحضنة والأوراس والزيبان إلا أنه دعوة لمتصفحه السفر عبر الزمن وعبر تاريخ منطقة غنية بالأحداث والآثار والمعالم، الأمر الذي دفع باليونسكو لإدراجها ضمن التراث العالمي للإنسانية منذ 1980.
ويأتي هذا الإصدار بعد سلسلة من الكتب التاريخية التي تعنى بأكبر العواصم التاريخية بالجزائر والتي ترجمت شغف عبد الرحمان خليفة بها وجهوده لإبراز مكانتها تاريخيا وثقافيا.
ونذكر في هذا السياق، كتابه سيرتها قسنطينة العاصمة السماوية، وكتاب بجاية عاصمة الأنوار وتلمسان عاصمة المغرب الأوسط والجزائر المحروسة، أمس، اليوم وغدا، وأخيرا قلعة بين حماد ملكة الحضنة، الأوراس والزيبان.
وكشف المؤلف أنه «ينوي ختم هذه السلسلة القيمة بإصدار حول تيهرت عاصمة الرستميين على أن يقوم أيضا بإصدار كتاب تاريخ الجزائر الشامل إذا ما حالفه الوقت».