تعرف تشريعيّات جوان 2021 مشاركة قياسية للإعلاميّين خاصة الشباب منهم، سواء في قوائم حرّة أو أحزاب، رغبة منهم في التّغيير مستغلّين التعديل الأخير لقانون الانتخابات، الذي شجّع هذه الفئة والشباب على العموم على الانخراط في العمل السياسي، والمشاركة بنفس الحظوظ مع الأحزاب التي فرضت سيطرتها على المشهد السياسي، وظلت تحتكر الأغلبية البرلمانية لسنوات، غير أنّهم اتّفقوا على العمل وفق برامج متنوّعة تترجم أفكارهم ومواقفهم تجاه القضايا الأساسية للبلاد والمواطن الجزائري، حاملين هموم مهنة الصحافة معهم والمساهمة في سنّ تشريعات تعيد الاعتبار لممارسيها، وترتقي بها لتكون مهنة النخب لا المتاعب، خاصة مع التطور الحاصل في تكنولوجيات الإعلام والاتصال.
«الشعب» سلّطت الضّوء على مشاركة بعض الوجوه الإعلامية، ووقفت عند دوافعهم وآمالهم في التّغيير المنشود، وإنهاء النظرة القديمة للبرلمان، وإعطاء صورة ومفهوم جديدين للممارسة السياسية النيابية، وزادهم في ذلك رصيدهم الإعلامي ومرافقتهم الدائمة لكل المراحل السياسية التي مرت بها الجزائر لعلّ وعسى يستطيعون أن يغيّروا شيئا بانخراطهم في هذا المجال.
زين الدين زديغة:
المواطن يهمّه حلّ مشاكله
زين الدين زديغة من بين الإعلاميّين الذين اختاروا الترشح في القائمة الحاملة لرقم 15 لحزب صوت الشعب عن الدائرة الانتخابية لولاية بومرداس، اعتبر ترشّح الإعلاميّين لتشريعيات جوان فأل خير على قطاع الإعلام لأنّهم يعرفون واقعه وينتظرون منهم المرافعة من أجل حل مشاكله، مشيرا إلى نمط التصويت الجديد الذي جاء به قانون الانتخابات سيؤدّي ربما إلى إلغاء سيطرة الأ حزاب التقليدية.
وأوضح زديغة بخصوص اختياره التّرشّح في إطار حزبي بالقول: «ترشّحت في قائمة تابعة لحزب سياسي لكنّني لم أمارس النّضال لا في صفوفه ولا في أي حزب آخر، إذا لست مضطرا للالتزام ببرنامجه، وكلمة التغيير واسعة، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وعليه فإنّ المواطن في الجزائر العميقة يهمّه حل مشاكله وتحسين ظروف معيشته، وهي أمور ذات الصّلة بالتنمية، أما أمور التشريع ومهام النائب البرلماني الأخرى، فأعتقد أنّها لا تدخل ضمن اهتمامات المواطن».
في هذا السياق، أشار المتحدّث إلى تركيزه على العمل الجواري أكثر لأنّ الفئة التي ستدلي بأصواتها حسب رأيه هم كبار السن ممّن لا يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي عكس الشباب، الذين يعتمدون عليها تواصلهم مع العالم والآخر.
سماح عمامرة:
ترشّحي لم يأت من فراغ
سماح عمامرة مترشّحة للانتخابات التّشريعية البرلمانية 2021، عن ولاية أولاد جلال ضمن القائمة الحرّة «الحصن المتين» قرّرت المشاركة في الانتخابات في قائمة حرة رفقة زميلها الإعلامي عبد العالي مزغيش، وطبعا هذه المشاركة لم تأت من فراغ - على حد قولها - وإنما جاءت بعد تفكير عميق بعد اطلاعها على القانون العضوي المتعلق بالانتخابات.
وأوضحت عمامرة أنّ الدافع الذي قادها للترشح والدخول في عالم السياسة، وخوض هذا الغمار هو رغبتها في المساهمة لبناء أسس الدولة الجديدة الخالية من الفساد والبيروقراطية تسود فيها المساواة والعدالة الاجتماعية بين الأفراد، ما دام أنّها قادرة على هذه المسؤولية وتقديم الأفضل في هذا المجال.
وبالنسبة لاختيارها لقائمة حرّة بدل حزب سياسي، لم تنكر المتحدثة تلقيها عروضا من أحزاب قوية لتكون على رأس القائمة، ولكنّها فضّلت قائمة حرّة على أن تكون تحت اسم حزب خصوصا في ظل الظروف الحسّاسة التي تمر بها البلاد، وانعدام ثقة الشعب في هذ الأحزاب.
وحول موقفها من حملة التشويه التي طالتها، اعتبرتها عمامرة دعاية مضادة تحدث غالبا شنّتها بعض العصابات الإلكترونية التي طالت حتى زميلات مترشّحات من مختلف الولايات، منهم من غرضه التشويه لأنها ربما تمثّل خطرا عليهم، وبالتي لابد من تشتيت الأصوات الموجّهة لصالحها، ومنهم دافعه التغزل فربما كانت ظاهرة ترشّح نساء مثلي استثنائية وسابقة من نوعها في الجزائر، خاصة وأن صورتها انتشرت على أوسع نطاق، حتى أنه وصل الأمر الى تلقيبهم بـ «حسناوات الانتخابات» .
عبلة عيساتي: تغيير واقع الإعلام
عبلة عيساتي المترشّحة عن حزب جبهة التحرير الوطني للدائرة الانتخابية لولاية الجزائر، الحاملة لرقم 7 هي الأخرى اختارت الترشح في إطار حزبي لأنّها منذ مدة كانت مناضلة في حزب جبهة التحرير، مشيرة إلى أنّ ترشّح عدد كبير من الإعلاميين للانتخابات التّشريعية المقبلة حرية شخصية، فكل مترشح له رأيه ودوافع الترشح تختلف من شخص لآخر، فربما يرجع البعض سبب الترشح إلى وضعية قطاع الإعلام، والوضعية الاجتماعية التي يعيشها الصحفي كإعلامي ومواطن جزائري بصفة عامة أو هو ثورة على ما مرّت به الجزائر في الفترة الأخيرة من أزمة اقتصادية وسياسية وغير ذلك لكل إعلامي دافعه الشخصي في الترشح للتشريعيات المقبلة.
أما عن دافعها الشّخصي للترشح للانتخابات التشريعية، فيعود في الأساس - حسب عيساتي - إلى ما آل إليه قطاع الإعلام مؤخرا والأزمات التي مرّت على الزملاء الصحفيين سيما في القطاع الخاص، قائلة إنّ: «ما نسعى إلى تغييره هو أن يكون للإعلامي قانون خاص بالسمعي البصري وتحيين قانون الصحافه المكتوبة الذي بات أكثر من ضروري، حيث يوجد مئات من الصحفيين بدون بطاقة الصحفيين المحترفين، وبدون سكن وأجر يضمن لهم العيش الكريم.
وبخصوص إقناع الناخب، قالت الصّحفية المترشّحة: «نحن في جبهه التحرير الوطني لا نعطي وعودا كاذبة تكون حجر عثرة في طريق المترشح بل نعمل على إيجاد حلول لبعض المشاكل التي يعاني منها المواطن، والتي يمكن أن تسوى على مستوى دائرة كل ناخب هذه من جهة، من جهه أخرى يسعى الأفلان من خلال برنامجه أن يمس جميع شرائح المجتمع عن طريق تسليط الضوء على إبراز المشاكل التي يعاني منها المواطن البسيط خاصة، على رأسها العلاج المجاني، السكن الاجتماعي الذي هو حق مشروع لكل مواطن جزائري.
وعن برنامج الحملة الانتخابية المسطّر في جبهه التحرير الوطني، أوضحت عيساتي أنّه يحث في الأساس على العمل الجواري والتقرب من المواطنين، وإقناعهم بضرورة التّوجّه يوم 12 جوان لصناديق الاقتراع بقوة من أجل إعطاء رأيهم واختيار الأنسب ليمثلهم في قبة البرلمان.
رياض بوزينة:
طموح سياسي
محمد رياض بوزينة صحفي بوكالة الأنباء والمترشح عن حزب الكرامة للدائرة الانتخابية لولاية الجزائر الحاملة لرقم 11، اعتبر ترشّح الإعلاميّين حقا مشروعا، وذلك لأنّه بالدرجة الأولى هو مواطن جزائري يحق له مثلما يحق لغيره الوصول إلى المجالس المنتخبة، كما أنّ الطّموح السياسي مشروع بالنسبة لممارسي هذه المهنة.
ويعود كثرة الصّحفيّين المترشّحين في التّشريعيات حسب بوزينة إلى طبيعة عملهم، حيث أنّهم أقرب إلى العمل البرلماني، كما أنّ جلهم يتحكم في أبجديات النّظام التشريعي ووظيفة النائب، بحكم تغطياتهم اليومية لنشاط البرلمان واحتكاكهم المباشر مع النواب. ومن هذا المنطلق يقول: «دافعي للترشح هو أولا طموحي لتقديم شيء يفيد الوطن في هذا الوقت العصيب لكن أيضا لقربي من المواطن بحكم مهنتي وإدراكي لما يحتاجه، وأريد نقل دفاعي عن احتياجات المواطن عبر وسائل الإعلام لأحد أهم المؤسسات التشريعية في الدولة».
ويأمل مترشّح حزب الكرامة في أن يقوم هذا الكم الهائل للصحفيين المترشّحين أن يرفعوا مستوى النقاش داخل جلسات البرلمان، أكثر من ذي قبل والتفرغ للمهام الجديدة في حال الوصول إلى البرلمان، لكن هواية الكتابة سوف لن تزول.
شهيناز حاج زوبير:
نقل انشغالات الجالية
شهيناز حاج زوبير، مرشّحة جبهة التحرير الوطني عن المنطقة الرابعة التي تضم الأمريكيتين كندا، روسيا وأوروبا ماعدا فرنسا هي الأخرى اعتبرت المشاركة الكبيرة للإعلاميّين في هذه الانتخابات التشريعية أمر جد إيجابي للمواطن الجزائري، سواء داخل أو خارج الوطن، قائلة: «من يعرف مشاكل المواطن أحسن من الإعلامي؟ الفرق الوحيد هذه المرة هو أنه ستتاح لنا الفرصة كبرلمانيين لحل مشكلة المواطن، وليس نقلها للرّأي العام كما في السابق».
أوضحت حاج زوبير أن ترشّحها جاء رغبة منها في خدمة الجالية الجزائرية، والحفاظ على مصالحها وتحسين ظروفها، مشيرة إلى أنّها تنوي تسهيل السفر إلى الجزائر للجالية، وكذلك تسهيل بالإجراءات الإدارية في قنصلياتنا في الخارج كبداية.
وحول طريقة قيامها بحملتها الانتخابية، أشارت المتحدّثة إلى أنّها تشارك الناخب في برنامجها وتحرص أن يتطابق مع مطالب الجالية، فمن المهم - حسبها - الاستماع للناخب وإضافة مطالبه في برنامجها ومشاركتها مع الإعلام، فالجالية تعرفها من خلال عملها في الإعلام وتعرف حرصها على مساعدة الجالية، وهذا ما ساعدها في إقناع الجالية.
وللتّرويج لبرنامجها وتحقيق تفاعل أكبر مع الناخبين من أفراد الجالية، أوضحت مرشّحة الأفلان بالمنطقة الرّابعة، أوضحت أنّها تستعمل مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أساسي والزملاء في الإعلام يساعدونها للتعريف أكثر بها وببرنامجها عن طريق وسائل الإعلام.
وعن اختيارها لحزب جبهة التحرير الوطني، أكدت أنها تدرك أنه ليس كباقي الأحزاب، فهو جزء من تاريخ الجزائر ويشرفها أن تكون في قائمتة، وهي متأكّدة أنّه تمّ اختيارها كشباب كرغبة لتجديد الحزب لخدمة الجزائر برؤيا جديدة.