اعتبرت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن العمل التضامني لا يقتصر فقط على هذه الهيئة الرسمية، بل يشمل ممثلي المجتمع المدني وكل المتطوعين والمهتمين بفعل الخير ورفع الغبن عن المحتاجين والمعوزين الذين يبحثون عن المساعدة حتى وإن كانت معنوية.
وقالت بن حبيلس إنه من الأهداف التي سطرها الهلال الأحمر لتدعيم شراكة مع المجتمع المدني ومع الإعلام ومع الاقتصاديين الوطنيين والأجانب المتواجدين في الجزائر، المهتمين بالعمل التطوعي والتضامني، لتتضافر الجهود مع كل ما يقدمه الهلال الرسمية.
وأكدت رئيسة الهلال الأحمر، أن الآليات التي تعمل بها الجمعيات يجعلها أكثر قربا من الفئات الهشة التي تعاني في صمت، لأنها تحتك بها بطريقة مباشرة في الميدان، لذلك سيكون العمل معها إضافة إلى ما يقدمه الهلال الأحمر، الذي سخرت له الدولة كل الإمكانات من أجل تقديم كل ما يمكن لرفع الحاجة والفاقة عن المعوزين والمحتاجين وكل من هو بحاجة إلى مساعدة.
وبحسب سعيدة بن حبيلس، فإن العمل التضامني هو عمل متكامل بين جميع الأطراف المعنية به، لأن الظرف السياسي والأمني الذي تعيشه الجزائر في الآونة الأخيرة يستدعي وضع اليد في اليد، لتتحد جميع الطاقات الموجودة في الميدان من أجل هدف سامٍ وكبير، هو في جوهره يعكس روح المساعدة والتضامن التي تسكن كل واحد من الجزائريين.
وفي هذا الصدد، قالت سعيدة بن حبيلس، إن الهلال الأحمر سطّر في استراتيجيته الأخيرة التركيز على التكوين، لأنه القاعدة الأولى لأيّ عمل تضامني ناجح. وقد تمت في هذا الإطار، العديد من الاتصالات بين جمعيات حاضرة بعملها الميداني مثل جمعية “أفكار” التي ترأسها عائشة طوابري وجمعية “إقرأ” التي ترأسها عائشة مباركي، كما توجد أيضا، بحسب سعيدة بن حبيلس، الكثير من الجمعيات سيعمل معها الهلال الأحمر مستقبلا.
وكتجسيد لهذه الشراكة، قام الهلال الأحمر، هذه السنة، بوضع بطاقة خاصة للمعوزين عبر جميع البلديات وهي آلية تهدف إلى تحقيق عدالة ونزاهة في تقديم المساعدات، التي عرفت خللا كبيرا في توزيعها في السنوات الأخيرة، رغم أن الدولة تخصص المليارات لها كل سنة، لذلك اعتمد الهلال الأحمر، بحسب بن حبيلس، على الخلايا المتواجدة على مستوى البلديات لتحديد الحالات التي هي بحاجة إلى دعم من طرف الهلال الأحمر، خاصة ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك.وفي هذا الصدد، قالت بن حبيلس إنها لا تثق في القوائم الموجودة على مستوى البلديات والتي توزع - بحسبها - قفة رمضان على العائلات المعوزة، لأنها تعتمد على عدم اشتراكه في الضمان الاجتماعي، والوقع يؤكد أن الكثير من الناس يمارسون تجارة تدرّ عليهم الكثير من المال، ما يجعلهم يستفيدون من مساعدة هم ليسوا أهلا لها.وأكدت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أنها تفضل منح المحتاجين مبلغا من المال بدل القفة حفظا لكرامة المواطن، فكل شخص له الحرية في شراء ما يحتاج إليه، وهنا وجهت نداء إلى كل من يستطيع تقديم المساعدة ليكون من المتطوعين الذين غالبا ما يكونون إطارات متقاعدين يضعون كل معارفهم وتجاربهم الحياتية في خدمة المجتمع خاصة الفئات الهشة منه.