تواجه الحرب على كوفيد-19 تحديات عنوانها الحصول على اللقاح، معركة تخوضها القارة السمراء في إطار حق الشعوب في الصحة. أمر يبدو بعيد المال بالنظر لهجمة شرسة من بلدان قوية وذات نفوذ على كل ما توفره مخابر عالمية تقاوم وضع هذا الدواء في الحقل العام للبشرية.
الحق في الوصول إلى لقاح كورونا لا يقل أهمية عن مختلف الحقوق التي سطرتها الأمم المتحدة للشعوب في الحرية والسيادة، ولذلك جاءت النية «كوفاكس» لتضمن إبعاد شبح أي عنصرية تلقي بظلالها على علاج هو من أبسط حقوق البشرية بما فيها شعوب القارة الإفريقية.
القارة السمراء التي تحمل شعوبها إلى اليوم آثار حقب من الاستعمار ونهب الثروات لفائدة قوى استعمار تقليدي تقف على عتبة معركة أخرى لا تقل خطورة مع قوى تصنف في خانة «استعمار جديد» تتحكم في لقاح مضاد لفيروس، لم يتسلل إلى العالم من إفريقيا، عكس ما حاول خبراء دول غنية إلصاقه بالرجل الأسمر.
هذا الأخير، أصحب ضحية داء جاءه من الخارج ويمنع عنه الدواء، مسألة على عاتق منظمة الصحة العالمية.
سقطت أقنعة الزيف والابتزاز بعد أن أظهرت مخابر في بلدان الشمال، مصابة بفيروس الاحتكار والهيمنة على أسواق الغذاء والدواء والتكنولوجيا، نزعة الاغتناء على حساب شعوب لا تزال تناضل من أجل حقوقها المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، وتتطلب إرادة دولية صادقة لبلوغها في إطار شفافية تسمح بضمان دواء لكل إنس مهما كان لونه أو وضعه أو ديانته.
لا يمكن للعالم أن ينجو من عدوى كورونا وتدارك النمو دون توسيع نطاق توزيع اللقاح على كل القارات، بما فيها إفريقيا، التي تبقى مقصد الاستثمار المعول عليه في إنقاذ الاقتصاد العالمي من تداعيات وضع صحي عالمي يهدد الجميع بسبب دكتاتورية الأقوياء، ويجب أن تنجو منه جميع الشعوب، بما فيها تلك التي تعاني من بقايا الاحتلال.