خلال الفترة القادمة، يستعد الأمريكيون لإمكانية ظهور الملايين من حشرات الزيز (Cicada) من باطن الأرض حسب تصريحات العديد من العلماء والخبراء. إلى ذلك، يرتبط ذكر اسم حشرات الزيز ارتباطا وثيقا بالرجل الإفريقي الأصل بنيامين بانكر (Benjamin Banneker). فخلال فترة حياته، اختص هذا العالم الأسود بالعديد من المجالات كالرياضيات وعلم الفلك وعلوم الطبيعة ليكسب شهرة كبيرة أثناء فترة تميّزت بتواصل تطبيق نظام العبودية بالولايات المتحدة الأمريكية.
تعليم ذاتي ورفض للعبودية
ولد بنيامين بانكر كعبد حر عام 1731 بمقاطعة بالتيمور (Baltimore) أثناء فترة تواجد البريطانيين بالمنطقة. إلى ذلك، اعتمد بانكر على التعليم الذاتي ليتعلم الكثير حول الرياضيات وعلم الفلك وعلوم الأحياء، فضلا عن ذلك، لعبت جدّته ومجموعة الكويكرز (Quakers) المناهضة للعبودية دورا هاما في تلقينه دروسا بالقراءة والكتابة في صباه.
وفي الثانية والعشرين من العمر، صمّم هذا الرجل ذو الأصول الإفريقية ساعة خشبية خاصة به عقب دراسته لطريقة عمل ساعة الجيب العادية. وبفضل إلمامه بجانب كبير من الأشياء حول علم الفلك، تمكّن بنيامين بانكر فيما بعد من تأليف سلسلة من التقاويم، وقدّم العديد من الأعمال التي ساعدت في حساب موعد كسوف الشمس.
خلال العام 1791، أرسل بنيامين بانكر أحد أعماله حول التقويم لوزير الخارجية الأمريكي توماس جيفرسون (Thomas Jefferson). وقد أرفق حينها بانكر أعماله المرسلة لجيفرسون برسالة شخصية حثّه من خلالها على إجهاض العبودية وتحقيق المساواة بين جميع البشر.
دورة حياة حشرات الزيز
إضافة لكل هذه الإنجازات، يعود الفضل لبنيامين بانكر في حساب دورة حياة السبعة عشر عاما لحشرات الزيز. فعقب مشاهدته لأول سرب زيز عام 1749، تابع هذا العالم ذو الأصول الإفريقية ظهور هذه الحشرات ثلاث مرات أخرى، أثناء حياته، خلال أعوام 1766، 1783 و1800.
وعلى حسب وصفه لهذه الحشرات عام 1800، أكّد بنيامين بانكر أن الزيز تخرج كل 17 عاما من الأرض لتمكث فترة قصيرة معنا. كما تمتلك أنثى حشرات الزيز نوعا من الإبر الحادة والصلبة بآخر ذيلها تستغلها لحفر وإحداث ثقوب بأغصان الأشجار لتضع فيها بيضها. وبعد فترة وجيزة، تذبل تلك الأغصان والفروع لتهوي أرضا. ولسبب غريب وغير معلوم، يغرق بيض الزيز عميقا بالأرض قبل أن تظهر هذه الحشرات مجددا بعد نحو 17 عاما.
يوم 19 أكتوبر 1806، فارق بنيامين بانكر الحياة قبل نحو 20 يوما من عيد ميلاده الخامس والسبعين. وأثناء جنازته، عمد شخص مجهول لإضرام النار بمكتبته لتلتهم بذلك ألسنة اللهب جانبا كبيرا من أبحاثه، حيث لم يتبق من الزاد العلمي الذي تركه هذا العالم ذو الأصول الإفريقية سوى بعض الوثائق التي ظلت لدى جاره السابق وصديقه عالم الرياضيات جورج إليكوت (George Ellicott).
العربية نت