طباعة هذه الصفحة

ندوة دولية للهندسة المعمارية بالبليدة

توصيات أولية للعناية بالتّراث الثّقافي

البليدة : أحمد حفاف

احتضن معهد الهندسة المعمارية بجامعة سعد دحلب، بحر الأسبوع المنقضي، ندوة دولية حول التراث، أشرفت المؤسسة الجامعية على تنظيمها بالتنسيق مع تجمع تراثنا للباحثين والمختصين، والتي أسفرت عن مجموعة من التوصيات الأولية في انتظار صياغة توصيات نهائية لاحقا.
لعل أهم التوصيات التي خرجت بها هذه الندوة، هو تشجيع إقامة حاضنات الأعمال التي تعني بشؤون التراث العربي وربط هذه الحاضنات بعجلة الاقتصاد من خلال وضع البرامج الخاصة بعملها، وتطوير هذا العمل لينسجم مع روح العصر، كما أجمع المتدخلون إلى تشكيل لجنة مشتركة علمية بين تجمع تراثنا ومعهد الهندسة المعمارية والتعمير بالبليدة لدراسة الأوراق والتنظيم وكتابة توصيات نهائية للتظاهرة العلمية.
ودعا الباحثون والمختصون في مجال الهندسة المعمارية إلى إحياء هذا التقليد في الشهر الأخير لكل سنة، لتخصيص لقاءات عملية للتراث بإقامة ندوات دولية حول التراث المحلي والعربي المشابه للتراث الجزائري للمقارنة بتجارب الدول المجاورة وتجاربها في موضوع دراسة التراث وترقيته.
وثمّن المتدخلون الندوة العلمية حول التراث، فالتجربة الحالية بايجابياتها وسلبياتها - حسبهم - ذات فائدة وأهمية، والتفاهم على اعادتها مع تجميع تراثنا بعد استخلاص النتائج وتفادي السلبيات وتطوير التظاهرة للعام المقبل، وزيادة نشر الوعي الثقافي المعماري للتراث ليس على مستوى طبقة المثقفين أو المتنورين فحسب، بل على مستوى أطياف التراث كله، والعمل على تطبيق قيم الاحترام للتخصصات الدقيقة بين من يتعامل مع هذا التراث، وضرورة تبادل التجارب والخبرات على المستوى المحلي والإقليمي العربي والعالمي الإنساني.
ولأجل تنفيذ التوصيات المُشار اليها أعلاه، دعا المجتمعون إلى الاستعانة بالخبراء العرب والأجانب المختصين في الترميم بغية المحافظة على التراث لاسيما في المواقع التي تتعرض لاضطرابات وتعيش واقعا غير مستقر، واجراء المزيد من الأبحاث والدراسات بغية إنجاز القدر الكبير من النتائج لسد الفجوات الكثيرة في التسلسل الحضاري، وكذا العمل على نشر الأبحاث والدراسات المتعلقة بمجمل الكشوف والتنقيبات الأثرية في دوريات ومجلات تخصصية، وتبني الجهات الحكومية ذات العلاقة هذه الدوريات والمجلات ودعمها.
ومعلوم أن التراث المعماري الجزائري متنوّع بتنوّع الثقافات وتنوّع البيئات، واتّضح ذلك من خلال عرض تراث وادي ميزاب حول الهندسة المعمارية المعتمدة في مدينة غرداية، والتي تختلف عن المعمول بها مثلا في مدينة البيرين بالجلفة أو مدينة تيميمون في الصحراء، وتختلف أيضا عن الهندسة المعمارية المعمول بها في ولايات الشمال مثل الطارف وتيزي وزو.