تتوجّه الجزائر لبناء اقتصاد جديد مبني على العلوم والمعرفة، وفي سبيل تحقيق هذا المسعى أنشأت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دورا للمقاولاتية في الجامعات لتشجيع الطلبة على الابتكار والاختراع وتكوينهم في الميدان المقاولاتي، بالإضافة إلى إنشاء حاضنات مشاريع لمرافقة الطلبة الراغبين في تأسيس مؤسسات ناشئة خاصة بهم.
أكّد رئيس المكتب الولائي التنفيذي البليدة للصوت الوطني للطلبة الجزائريين، أحمد داشر، في اتصال بـ «الشعب»، أنّ الجامعات تشهد في الفترة الأخيرة حركية نشطة في هذا المجال، كإقامة ندوات وملتقيات لتحسيس الطلبة بأهمية الإبداع والاختراع العلمي والتكنولوجي، تنظم من طرف دور المقاولاتية وحاضنات المشاريع، حيث تمكنت حاضنة جامعة المسيلة من الحصول على أول علامة لأول حاضنة أعمال جامعية من بين 44 حاضنة جامعية في الجزائر.
وتنظّم المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي في هذا الاطار، مسابقات دورية لبعث روح المنافسة العلمية لدى الطلبة الباحثين، لكن في المقابل ما زال يشتكي آخرون في بعض الجامعات من قلة هذه النشاطات على غرار جامعة البليدة 1، وهي جامعة تكنولوجية تحتوي على أكثر من 30 ألف طالب موزعين على 30 قسما في كل التخصصات العلمية والتكنولوجية تقريبا، ومنها ما يوجد بجامعة البليدة 1 فقط، كتخصص الطيران والدراسات الفضائية، وتخصصات أخرى ليست موجودة في كل الجامعات مثل الطاقات المتجددة، الإعلام الٱلي، الإلكترونيك، الصناعات الغذائية والعلوم الطبية.
قال المتحدّث في ذات السياق، إنّها مؤهّلة للمشاركة بقوة في بناء إقتصاد المعرفة من خلال إختراعات وإبتكارات الطلبة والباحثين المتعددة، لكنها تشهد قله أنشطة المقاولاتية الفاعلة التي تعرّف الطلبة بميدان المقاولاتية وكيفية تطوير أفكارهم وتحويلها إلى براءات اختراع، وهذا رغم الكفاءات العلمية التي تتميز بها الجامعة ووجود العديد من المخابر، ورغم تأكيد رئيس الجامعة على أهمية هذا الأمر - يضيف المتحدّث - لكنها لم تجسّد ميدانيا.
أضاف أحمد داشر، أنّ النشاطات العلمية والثقافية التي تنمي الحس الإبداعي لدى الطلبة وتساهم في تجسيد أفكارهم، والتي كانت تزخر بها الجامعة منذ سنوات، تعرف جمودا منذ مدة كبيرة، ماعدا بعض النشاطات الرمزية في المناسبات، مؤكّدا أهمية فتح المجال للطلبة وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، وإزالة كل العراقيل البيروقراطية لتشجيعهم على طرح أفكارهم وتحويل إبتكاراتهم إلى مشاريع حقيقية تنتهي بإنشاء مؤسسات خاصة بهم تفيد الاقتصاد الوطني، خاصة وأن جامعة البليدة 1 بها ما يقارب 20 ناديا علميا في مختلف التخصصات ذات الصلة - يضيف مسؤول التنظيم الطلابي -
وعليه، دعا مسؤولي الجامعات، إلى بعث روح المقاولاتية بها لتشجيع الطلبة على الإبداع والاختراع في مختلف المجالات، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة شاهدنا - يقول المتحدث - ارتفاعا في وتيرة الاختراعات والتجديد التكنولوجي بهدف المساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني.