طباعة هذه الصفحة

جمعية فقارة «تغجمت» لحماية التراث بأدرار

ترميم مسجـد يعـــود إلى 600 سنة بقصـر وداغ

حبيبة غريب

 كشف هداجي عمر باحث مهتم بالتراث ورئيس جمعية فقارة «تغجمت» لحماية التراث المادي واللامادي بقصر ‘’وداغ’’ بولاية أدرار، عن عملية إعادة التهيئة لعدد من الفقارات وتشمل أيضا  المسجد العتيق بالقصر، يعود تأسيسه إلى 600 سنة، كخطوة أولى في مشروع اقتصادي تراثي وثقافي يهدف إلى توظيف هذا المعلم التاريخي والأثري كاستثمار سياحي.

  أشار هداجي في تصريح لـ«الشعب» أن من اهتمامات الجمعية السهر على  تسويق وتفعيل التراث بشقيه المادي واللامادي كبديل اقتصادي، وصرّح في السياق، «قمنا بإعادة صيانة بعض «الفقارات».. مع العلم أن ولاية أدرار هي المنطقة الوحيدة في شمال إفريقيا التي بحوزتها هذا النظام  من السقي والمصنف مند سنة 2018، ضمن التراث العالمي للإنسانية».
وأضاف هداجي، أن الهدف من هذا المشروع هو «حماية هذا الموروث من أجل تفعيله كبديل اقتصادي من أجل السياحة ومن أجل الحفاظ على البيئة والحقول المعروفة في المنطقة باسم «الجنانات».
وتبنّت الجمعية يقول رئيسها «مشروعا آخر حول قصور الطين التي تعجّ بها منطقة أدرار، ويهدف إلى إطلاق عمليات الترميم وإعادة التهيئة و توظيفها كفضاءات سياحية لجلب السياح المحليين والأجانب».
 وكشف هداجي، أن العملية انطلقت من قصر «وداغ» بأشغال إعادة ترميم أحد المساجد العتيقة الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى أكثر من 600 سنة، ويحتوي على زخارف فيها مزيج من العمارة السودانية والعمارة العربية الإسلامية والعمارة البربرية»، مضيفا أن الترميم  يتمّ «بالتنسيق مع المركز الوطني للبناءات الطينية الموجود بتميمون».
لقد «قمنا في هذا السياق ـ استطرد ـ» بتكوين احد الشباب المنتمين إلى الجمعية، في انتظار انطلاق أشغال ترميم القصر، التي تكون فترة الحرارة لأن الطين يتطلّب وقتا ليجف ويتماسك وطقس خاص ليكون بالجودة المطلوبة..».
 وتجسد جمعية «تغجمت» هذه المشاريع بإمكانياتها الخاصة، بعد أن لاحظ أعضاؤها أن السياح الذين يزورون الصحراء لا ينبهرون بالمراقد أو الفنادق، لكن لهم اهتمام وفضول تجاه القصور العتيقة، فجاءت حسب هداجي، «فكرة ترميم هذه القصور وتحويلها إلى مراقد وتشجيع فكرة تفعيل هذه المزارات إلى اقتصاد محلي سياحي.
لم تستثن جمعية التراث اللامادي، إذ تسهر على عملية تدوينه وحفظه، خاصة كل ما يتعلق بـ»الحجا» وهي الكلمة التي يطلقها أهالي المنطقة على كل ما له علاقة من قرب أو بعد بالأدب الشعبي من أغاني وقصائد وأشعار وحكايات وقصص تراثية».
وقال رئيس الجمعية، إن «بعد التدوين ستأتي مرحلة مهمة وهي تجسيد هذه المعلومات إلى أعمال سينمائية، لعرضها في الفضاءات التي سيشملها الترميم، فعلى سبيل المثال سندريلا الجنوب هي حكاية «عويشة حواشة الرماد» كل أهل الجنوب يعرفونها، فإذا قمنا بترجمة هذه الرواية في الفضاءات التراثية المادية سيكون لها أثر جميل في نفسية السياح».——