طباعة هذه الصفحة

تعتمد على استراتيجية جوارية

جهاز الشرطة طرف مهم في الأعمال الفنية

سعاد بوعبوش

أكد المخرج السنيمائي أحمد راشدي، أمس، أن المديرية العامة بفضل سياستها الجوارية أصبحت طرفا أساسيا في إنتاج الأفلام ودون مقابل من خلال الدعم اللاّمشروط الذي تقدمه للأعمال الفنية بكل أشكالها، سواء عن طريق تقديم المساعدات المادية كالأسلحة والذخيرة والمتفجرات، لاسيما القديمة منها التي يصعب توفيرها أو عن طريق المرافقة الأمنية لأماكن التصوير.
وأوضح راشدي، ضيف منتدى الأمن بالمدرسة العليا للشرطة «علي تونسي» بشاطوناف، أن الشرطة طرف ضروري لإنتاج الأعمال السينمائية في كل المراحل، خاصة الأعمال التاريخية والثورية من خلال مساعدات بعين المكان، مشيرا إلى أن آخر تجربة لهم كانت مع فيلم العقيد لطفي في عدد من الولايات، لاسيما في تسهيل التحركات إلى مواقع التصوير المختلفة وتأمينها، إلى درجة أنه يمكن اليوم للمديرية العامة للأمن الوطني أن تطالب بحقها في الإنتاج أو إلقاء نظرة على كتابة السيناريو.
وفي هذا الإطار، أوضح المخرج أنه يتعين تثمين المؤسسات الأمنية ودورها، مشيرا إلى أن الصناعة السينمائية الأمريكية خلقت ميثولوجيا خاصة بأجهزتها الأمنية، على غرار «أف.بي.آي» و»سي.آ» وهو أمر يتعين على السينما الجزائرية أن تأخذ به حتى يتم تمثيل دور رجل الأمن بالصورة التي يليق بها، ولمَ لا التفكير في إنجاز أفلام بوليسية تتداول واقع هذه المؤسسة دون تزوير للحقائق.
وفي سياق آخر، قال ذات المتحدث إن الأفلام الجزائرية تواجه مشكل عدم التسويق في ظل عدم اهتمام القنوات الخاصة بالإنتاج الوطني لأسباب متعددة، ضف إلى ذلك الضرائب التي تفرض على العمل السينمائي والتي قد تصل إلى 23% وهو كثير، إلى جانب المنافسة من القنوات التلفزية، مطالبا الدولة إصدار قانون الاستثناء الثقافي وإدراجه ضمن منظومتنا القانونية وتفعيله.
من جهته قال الممثل حسان بن زراري، إن جهاز الشرطة يمثل فخرا للجزائر، بالنظر للتعاون الذي تبديه مع العمل الفني. وبخصوص العمل السينمائي، قال ذات المتحدث إن الجزائر لا تمتلك سينما حاليا، بالرغم من المحاولات المشكورة لاسيما بالخارج، مشيرا الى أنه مادام ليس هناك قاعات سينمائية فلا وجود لهذه الصناعة، ومادام ليس هناك منتجون مستقلون عن الدولة فنحن بعيدين عن الإنتاج السينمائي.
بدوره عرّج الممثل حسان كشاش، الذي أدى دور مصطفى بن بلعيد في الفيلم الذي يحمل اسمه، أن التمثيل الثوري هو عمل الذاكرة والهوية وتمجيد للثورة من خلال فنيات متنوعة للتعبير، اعترافا بتضحيات شخصيات لها قدسية في الوعي الجماعي، ومن ثم فالفن، بالرغم من كونه فرجة يتلقاها المتفرج للاستمتاع، إلا أن لديه وظائف ورسائل يوجهها تؤثر في الحركية الاجتماعية من خلال التعابير الفنية.
وفي هذا السياق، أشار كشاش أن هذا الدور الذي يلعبه الفن أدركته المديرية العامة للأمن الوطني وأدخلته في سياستها الجوارية وانفتاحها على الجمهور الواسع والعمل على إدامة التواصل الذي نحن بحاجة إليه لاستعادة ثقة المواطنين، ومن ثم نحن بحاجة إلى منظومة تتطرق إلى ما تم إنجازه. من جانبه، أكد رئيس منتدى الأمن الوطني، عميد الشرطة عمر لاروم، عن تقديم مساعدات تقنية لدعم العمل السينمائي، سواء كانت أفلام مطولة تاريخية أو قصيرة وتلفزية، فيديو كليبات أو أفلام وثائقية، حيث تم خلال 2013 تقديم 101 عتاد متنقل من عربات وسيارات، و5353 معدات تقنية من أسلحة وذخيرة بيضاء، المناظير وعتاد سلكي ولاسلكي، و253 ألبسة وملحقات و144، بالإضافة إلى المرافقة الأمنية من خلال مواقع التصوير.