جرى التّوصّل لاتفاق لوقف إطلاق نار «متبادل ومتزامن» في قطاع غزة اعتبارا من الساعة الثانية من فجر أمس الجمعة، وذلك برعاية مصرية، حيث عاد الهدوء مجدّدا إلى قطاع غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار عقب 11 يوما من العدوان الصهيوني الوحشي على المدنيّين، وشهدت ليلة أول أمس احتفالات عارمة في كل الأراضي الفلسطينية، ممّا اعتُبر «انتصارا» للمقاومة.
تفجّرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة، جرّاء «اعتداءات وحشية» ارتكبها الشرطة ومستوطنون صهاينة، منذ بداية شهر رمضان المبارك، في القدس، وخاصة بمنطقة «باب العامود» والمسجد الأقصى المبارك ومحيطه، وحي «الشيخ جراح»، حيث يسعى الكيان الصهيوني إلى إخلاء 12 منزلا من عائلات فلسطينية وتسليمها لصهاينة.
النّاجون من الأنقاض
أكّدت مصادر إعلامية من غزة أنّ سلطات الاحتلال قررت فتح معبر كرم أبو سالم التجاري جنوبي قطاع غزة لعدة ساعات، وذلك بعد ما أصرّت الفصائل على فتحه، أمس الجمعة، بحسب اتفاق وقف إطلاق النار، مع أن يوم الجمعة يعد يوم عطلة للمعبر في العادة، وذلك لإدخال شاحنات المساعدات التي تنتظر منذ أيام للدخول.
وأوضح ذات المصادر، أنّه بدأ منذ، صباح أمس، تفقّد الدمار وإزالة بعض الركام والأنقاض، وإصلاح تمديدات الاتصالات. وأضافت أنّه تمّ انتشال جثث 8 شهداء من تحت أنقاض أماكن تعرّضت لقصف صهيوني في خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما انتشل جثمان طفلة من بين أنقاض منزلها بحي تل الهوى جنوب غزة، بينما ذكر شهود عيان أنّه تمّ إنقاذ عشرة ناجين من تحت الأنقاض.
وفي المسجد الأقصى، أدّى المصلون صلاة الغائب على أرواح الشهداء، وذلك بعدما دعت وزارة الأوقاف في غزة جميع المساجد وخطباء الجمعة لأداء صلاة الغائب على شهداء معركة «سيف القدس» بعد صلاة الجمعة مباشرة.
ووفق إحصاءات حكومية، تعرّضت 1447 وحدة سكنية في غزة للهدم الكلي بفعل القصف الصهيوني، إلى جانب 13 ألفا أخرى تضرّرت بشكل جزئي وبدرجات متفاوتة.
الوحدة والتّحرّر
في الأثناء، بدأت العائلات الفلسطينية التي لجأت إلى مدارس الأونروا في العودة إلى منازلها لتفقد أوضاعها وإصلاح ما يمكن إصلاحه وترميمه. من ناحيته، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، إنّ عشرات آلاف الأشخاص في غزة مشرّدون ومحرومون من ممتلكاتهم حاليا، مضيفا «يجب بدء إصلاح الأضرار وإعادة البناء في قطاع غزة بسرعة».
وبدأ عند الساعة الثانية من فجر أمس الجمعة سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بوساطة مصرية.
ومع اللحظات الأولى لوقف إطلاق النار شهدت ميادين جنين ومخيمها، وكذلك مدن نابلس والخليل ورام الله في الضفة الغربية مهرجانات فرح بانتهاء هذه الحرب، وردّد المحتفلون شعارات تحيّي أهالي قطاع غزة ومقاومتهم وصمودهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية. واحتفلت جموع من الفلسطينيين في بيت لحم بوقف إطلاق النار، معتبرين إياه نصرا للمقاومة في وجه الاحتلال الصهيوني، حيث رفع المشاركون العلم الفلسطيني وهتفوا ضد الانقسام، ودعوا إلى الوحدة الوطنية والتحرر.
وفي القدس - التي انطلقت منها شرارة الأحداث الأخيرة - امتلأت الشوارع بالمحتفلين بالهدنة غير المشروطة والمتبادلة. وفي الأراضي الـ 48 خرجت جموع من فلسطينيي الداخل في مدينتي أم الفحم وطولكرم للتعبير عن فرحتهم بالهدنة، حيث سجل سكان الداخل حضورهم خلال العدوان بمظاهرات دعم وتأييد للمقاومة الفلسطينية والمرابطين في المسجد الأقصى. كما شهدت شوارع رام الله (مقر السلطة الفلسطينية) خروج حشود كبيرة ومواكب للسيارات تحيي المقاومة الفلسطينية ودفاعها عن الشعب والمسجد الأقصى. وفي غزة، نظّمت حركة حماس احتفالا شارك فيها الآلاف فجر أمس.