طباعة هذه الصفحة

ندوة تبرز تضحيات ومساندة ثورة التّحرير

الطّلبة الجزائريّون تركوا إرثا تاريخيّا

أبرزت ندوة وطنية تحت عنوان «طلاّب الجزائر، ثوّار الأمس وبناة المستقبل»، أمس، أهمية الإرث التاريخي الذي تركه الطلبة الجزائريون من جيل 1956، من خلال مساهمتهم «البارزة» في التضحية ومساندتهم «الحقيقية» للثورة التحريرية.
في هذا الصدد، أكّد مدير التّراث التاريخي بوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، محمد ياحي، في افتتاح النّدوة المنظمة إحياءً للذكرى الـ 65 لليوم الوطني للطالب بمقر المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر، أنّ يوم إضراب الطلبة المسلمين الجزائريين الذين تركوا مقاعد الدراسة وهم في عز الامتحانات الفصلية والنهائية يعد «محطة أخرى من محطّات تاريخنا الوطني المرصّع بالبطولات، ودرسا آخر من دروس الثورة وذكرى غالية نخلد فيها الرموز الذين صنعوا عزّتنا»، مشيرا إلى أن هؤلاء الطلبة «تركوا للأجيال اللاحقة تاريخا حافلا بمساهمتهم البارزة في التضحية والتنظيم والمساندة الحقيقية للثورة المباركة».
وتابع ياحي قائلا بأنّ حفظ ذاكرة الشهداء «واجب مقدّس وميثاق غليظ يلزمنا جميعا، وعلى الدوام صونه وحفظه وتذكّره لاستخلاص الدروس والعبر»، معبّرا في ذات الوقت عن اعتزاز الجزائريين بهؤلاء المغاوير، الذين تميّزوا «بنكران الذات ورفض الظلم والطغيان لدحر المستعمر وكسر شوكته».
وبعد أن أكّد كذلك بأنّ الشهداء هم «شرف الجزائر وسيظلون المنهج الذي نخطوه ونسلكه على الدوام»، اعتبر ذات المتحدث بأن ما تنعم به الجزائر اليوم من نماء ورخاء واستقرار «يعود فيه الفضل إلى أولئك الأبطال من الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار».
كما لم يفوّت ياحي فرصة اللقاء ليجدّد التأكيد على أن قطاع المجاهدين «يجعل في مقدمة أولوياته حفظ وصون الذاكرة الوطنية من أجل الترسيخ الصحيح للقيم والمثل العليا للثورة، ولضمان تلقينها للنّاشئة حفاظا على المكتسبات والإنجازات المحقّقة، ومواصلة لمسيرة الجزائر المستقلّة التي كان يحلم بها الشّهداء الأبرار، ولا يزال يدافع عنها من بقي من المجاهدين ومن تلاهم من الوطنيين».
وقد تميّزت هذه الندوة التي حضرها الأمين العام لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، وعدد من المجاهدين والأساتذة المختصّين والمؤرّخين بعرض شريط وثائقي حول الحدث، وتقديم مداخلتين أكاديميتين حول يوم الطالب (التاريخ والمغزى).
كما ركّزت المناقشات من جهة أخرى على إبراز الدور الطلائعي الذي اضطلع به الطلبة الجزائريون في مقاومة الهدم الاستعماري للثقافة الجزائرية، وتسليط الضوء على المسار النّضالي لهذه الشريحة المثقفة من المجتمع الجزائري إبان ثورة
التحرير المباركة.