شكّل موضوع «آليات ترقية السياحة الداخلية في الجزائر»، محور الملتقى الافتراضي الذي احتضنته جامعة بومرداس، أمس، في غياب شبه تام للفاعلين من اقتصاديين ومستثمرين في القطاع، وممثلي الوكالات السياحية 54 الناشطة على المستوى المحلي، وهي الظاهرة التي تأسفت لها رئيسة الندوة سهام بجاوية التي «قدّمت جملة من الأهداف الأساسية والمحاور التي ترمي الى تشريح واقع القطاع وتحدّيات النهوض به مستقبلا كبديل للمحروقات.
ركّز الأساتذة المتدخلين، خلال اليوم الأول من اللقاء على عدة نقاط أساسية، تمحورت حول الجوانب التشريعية، تحدّيات تطهير العقار السياحي وتحديد هويته، كيفية مرافقة وتشجيع المستثمرين وحاملي المشاريع بالخصوص لدى الشباب الجامعي، وتحدي تغيير «الذهنيات» التي أخذت أيضا جانبا واسعا من النقاش بسبب غياب الثقافة السياحية لدى المواطن الجزائري مقارنة مع جيرانه، إلى جانب أزمة تدّني مستوى الخدمات وانعدام المعايير القانونية.
في هذا الاتجاه المعقّد، دعا الباحث كمال حوشين، أستاذ الاقتصاد بكلية العلوم الاقتصادية «إلى ضرورة تحيين المنظومة التشريعية وتحديد هوّية العقار السياحي الذي يعتبر من الشروط الأساسية لتجسيد المشاريع وآلية مهمة لإقناع المستثمرين»، مشيرا أيضا «أن قطاع السياحة بحاجة الى تنسيق جهود جميع المتدخلين بما فيه المواطن المطالب بمزيد من الوعي واكتساب ثقافة سياحية تجعله يقتنع بأهمية النشاط الذي أصبح ضرورة مُلحة ومورد بديل للمحروقات».
من جانبه، ركّز مدير الصناعة التقليدية والحرف سعدي آيت زروقي على «أهمية إدماج النشاط الحرفي مع قطاع السياحة باعتباره رافدا مهما لجلب السيّاح، وأهمية تأطير أزيد من 380 ألف حرفي على المستوي الوطني وإشراكهم في إنجاح هذا البرنامج الاستراتيجي الذي سطّرته وزارة السياحة للنهوض بالقطاع».
كما كشفت الباحثة مسدوري دليلة التي قدّمت دراسة عن السياحة الصحراوية في الجزائر «أن 80 ٪ من السيّاح الأجانب يقصدون الوجهة الجنوبية بالنظر إلى المقاصد الهامّة والوجهات التي تتمتع بها عبر الأقطاب الخمسة الكبرى التاسيلي، تاوات، تيميمون، غرداية وإليزي، بالرغم من تدّني مستوى الخدمات وارتفاع أسعار المؤسسات الفندقية التي لا يقدر عليها السائح الجزائري».
كما شكل البعد التكنولوجي وتحدي استغلال وسائل الإعلام ومختلف التطبيقات الأخرى، بما فيها العالم الافتراضي، مقترحات أيضا تطرق إليها عدد من المتدخلين من أجل الترويج للسياحة الوطنية والداخلية بالخصوص.