تسابق السّلطات المحلية بولاية مستغانم الزمن لاستقبال موسم الاصطياف للسنة الجارية في أبهى حلة، وذلك بتوفير الأجواء المناسبة لاستقطاب عدد أكبر من المصطافين، لتدارك الخسائر الكبيرة التي تكبّدها قطاع السياحة جرّاء انتشار فيروس كورونا، الذي أدى إلى الغلق الاحترازي للمؤسسات السياحية والفندقية، وتعليق نشاطات فضاءات التسلية والترفيه ووكالات السياحة والأسفار، والذي انعكس سلبا على الحركية الاقتصادية والتجارية للولاية.
تحوّلت لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط مثلما يطلق عليها خلال السنوات الأخيرة إلى قطب سياحي وترفيهي بامتياز بفضل شريطها الساحلي المتميز برماله الذهبية الشاسعة، وكذا توفّرها على مؤسسات فندقية من الطراز العالي، إلى جانب حظيرة التسلية والحيوانات «موستالاند» وحديقة الألعاب المائية «خروبة أكوابارك» وغابات الترفيه والاستجمام، وعلى غرار أضرحة أولياء الله الصالحين والموروث الثقافي الذي تزخر به الولاية، ما جعلها قبلة سياحية بامتياز تستهوي الزوار لما توفّره من وسائل الراحة والهدوء.
وعليه، تمّ إنشاء لجنة ولائية تعمل على قدم وساق لتدارك النقائص الموجودة عبر شواطئ الولاية، والتي تقوم بخرجات ميدانية لتقديم بطاقات فنية على وضعيات الشواطئ مع تسجيل الملاحظات والوقوف على مدى جاهزيتها وأهم احتياجاتها، مع إلزام البلديات الساحلية بالشروع في التهيئة بعد رصد الأغلفة المالية المخصصة للشواطئ والمقدرة بـ 100 مليون سنتيم لفائدة البلديات الساحلية من أجل توفير الجو الملائم للمصطاف، حسب ما كشف عنه المدير الولائي للسياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي عبد السلام منصور.
وأوضح المتحدّث عن رفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة لموسم الاصطياف القادم إلى 42 شاطئ لاستقبال المصطافين في ظروف جيدة.
هذا وعرفت شواطئ الولاية الممتدة على مسافة 124 كيلومتر توافدا قياسيا للمصطافين لسنة 2019 أكثر من 10 ملايين مصطاف على الشواطئ مقارنة بسنة 2020 التي جاءت في ظرف صحي استثنائي، وبالرغم من ذلك سجلت خلال شهر واحد توافد نوعي قارب 50 في المائة مقارنة بسنة 2019، كما استقبلت مواقع التسلية والترفيه وغابات الاستجمام نفس النسبة التي عرفتها الشواطئ.
وعرفت حديقة الألعاب المائية «خروبة أكوابارك» زهاء 21 ألف زائر إضافة إلى تخصيص 7 مساحات خضراء على مستوى الشريط الساحلي للولاية، فيما شهدت المؤسسات الفندقية خلال شهر تقريبا ثلث التوافد بالنسبة لسنة 2019 التي عرفت توافدا كبيرا للسياح، يضيف مدير السياحة والصناعة التقليدية.
زيادة في عدد الوكالات
هذا إلى جانب تسجيل ارتفاع في عدد الوكالات السياحة على مستوى الولاية من 48 وكالة ما بين 2019 و2021 إلى 63 وكالة، والعدد مرشح للارتفاع مع فتح 132 منصب عمال موسميين و1409 منصب على مستوى المؤسسات الفندقية، ناهيك عن تسخير 644 عون موسمي لحراسة الشواطئ و372 عون موسمي للنظافة.
أما فيما يخص التجهيزات الخاصة بالشواطئ المرشات ومواقف السيارات نفس التجهيزات بالنسبة للسنة الفارطة، مع أخذ جملة من التدابير والإجراءات الاحترازية من أجل تحسين ظروف العمل لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، حسب ذات المتحدث.
وأشار عبد السلام منصور إلى تفعيل مسابقة أجمل شاطئ لخلق جو تنافسي يساهم في تقديم أحسن الخدمات في هذا الموسم، ولذا تسعى العديد من البلديات الساحلية على التميز لتكون مدينة سياحية بكل المقاييس، من خلال الاستغلال الرشيد لجميع إمكانياتها الطبيعية للظفر بالمسابقة.
والجدير بالذكر، تضم الحظيرة الفندقية بولاية مستغانم 34 مؤسسة سياحية من بينها 17 فندق و11 إقامة عائلية، إلى جانب 56 وكالة للسياحة والأسفار توفر زهاء 140 منصب شغل دائم ومؤقت أغلبها ينشط في مجال بيع تذاكر النقل البحري والجوي وحجوزات الفنادق وتنظيم رحلات السفر ولاسيما الحج والعمرة.