أكّد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الباقي بن زيان، أمس الاثنين، أنّ قطاعه يعمل على استحداث شعب وتخصّصات جديدة، تواكب التطورات المتسارعة على الصعيد العالمي في مجال البيداغوجية واحتياجات المحيط الاقتصادي والاجتماعي، لافتا أن الموسم الجامعي يسير بسلاسة، وأن تجربة التعليم عن بعد التي فرضها الحجر الصحي تحمل من الإيجابيات كما تحمل من الاختلالات التي تعمل الوصاية على تداركها.
أوضح بن زيان، أمس الإثنين، على هامش افتتاح الأسبوع العلمي الوطني في حلته الجديدة، بكلية الطب جامعة الجزائر 1 ببن عكنون، بأنّ الحدث الذي يحمل عنوان «الرّقمنة وتطبيقاتها»، هو تقليد جديد لتثمين جهود البحث بعد توقف دام سنوات، وتحفيز الطلبة والباحثين على روح الابتكار والابداع.
وكشف الوزير عن عرض مشاريع علمية ابتكارية تمّ انتقاؤها من 80 مشروع بحث، كما سيتم تقديم عروض ابتكارية لـ 16 ناديا علميا تم اختيارها في الندوات الجهوية، وتعرف الطبعة الأولى للأسبوع العلمي في حلته الجديدة مشاركة 30 مؤسسة جامعية بمنتوجاتها العلمية في مجال الرقمنة، ليختتم فعاليات الأسبوع بتكريم الفائزين في مسابقة النوادي العلمية، وتسليم ميداليات الاستحقاق لسنة 2021.
وأشار المسؤول الأول عن قطاع التعليم العالي، إلى معركة اكتساب العلم والمعرفة والتكنولوجيا، التي فرضت نفسها اليوم فوق كل المعارك التي تشهدها المعمورة، لذا فالجزائر مطالبة بجعل التكوين قاعدة علمية قادرة على إبداع طرق تصوغ مستقبلا يحقق الآمال في التنمية والرقي والازدهار، ويقول بن زيان إنّ هذا لن يتأتى سوى بتوفير الجامعة للبلاد نخبة من العلماء في شتى الميادين، خاصة تلك التي تتكفل بالمسائل المطروحة بإلحاح على الشعب الجزائري كالأمن الغذائي والصحي والطاقوي وغيرها.
وذكّر بن زيان بمرحلة تعميم الرقمنة في جميع المجالات وإدخال التكنولوجيا الجديدة، خلال طريقنا نحو الذكاء الاصطناعي، مؤكّدا أهمية تكوين إطارات مؤهلة لمواجهة التحولات السريعة التي تشهدها التكنولوجيا، وقادرة على حمل المشاريع بالابتكار وإنشاء مؤسسات ومناصب عمل.
كشف وزير التعليم العالي، عن سعي قطاعه لتطوير أقطاب الامتياز بالتنسيق مع المؤسسات الاقتصادية، في التخصصات ذات الصلة بالتطور العالمي للرقمنة والتكنولوجيات والمهن، إضافة إلى عصرنة برامج التكوين العالي وإنشاء مدارس وطنية عليا في تخصصات الرياضيات التطبيقية والذكاء الاصطناعي، والمعلوماتية والرقمنة، واستحداث شعب وتخصصات في ظل التوجهات البارزة على الصعيد العالمي من حيث البيداغوجيا والبحث، واحتياجات المحيط الاقتصادي والاجتماعي.
وأضاف بن زيان، أنّه من الضروري وضع رؤية قطاعية من أجل التأسيس لاقتصاد المعرفة، وتشجيع إنشاء مؤسّسات ناشئة من طرف الباحثين والطلبة الخريجين، حيث سيتم إنشاء مجمع للذكاء من أجل تكوين النخبة الجديدة لمواكبة المستجدات في مهن المستقبل ضمن قطب الامتياز المكوّن من مدارس عليا بسيدي عبد الله بالعاصمة.
أوضح بن زيان بأنّه لا مناص من مواكبة التحولات العميقة والثروة الرقمية التي لم تعد تعنى بالميدان الصناعي فقط، فللذكاء الاجتماعي آثار هامة أيضا في حياة المواطن والحكومة عبر رقمنة الإجراءات الإدارية وفي مجال الصحة والفلاحة وغيرها من مناحي الحياة
ودعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأساتذة والباحثين والطلبة إلى وضع اللبنات الأساسية للرقمنة ووضع خارطة طريق واضحة، يستطيع من خلالها قطاع التعليم العالي والبحث العلمي إيجاد خطة مناسبة تتلاءم مع الفرص والتحديات للتمكن بلادنا - يضيف - من تبني تقنيات الرقمنة وولوج عالم الذكاء الاصطناعي
وفي رده عن سؤال لـ «الشعب» حول مرافقة الطلبة والباحثين في مشاريعهم التي كانت معروضة خلال افتتاح الأسبوع العلمي، أكّد الوزير أن سياسة المرافقة تغيّرت وأصبحت أكثر فاعلية عمّا مضى من خلال إنشاء الحكومة لوزارة منتدبة تعنى بالمؤسسات الناشئة، والتي ستتكفّل بكل إبداعات الباحثين والطلبة وترافقهم إلى غاية إنشاء مؤسسات تنتج أفكارهم وتجسّدها على أرض الواقع بشكل يساهم في الاقتصاد.