طباعة هذه الصفحة

حسناء بن نويوة تعزّز تجربتها الإبداعية

«قال الصبـار ارتـويت» في المعــرض الــدولي للكتــاب

نور الدين لعراجي

صدر عن دار خيال للنشر والترجمة إصدار شعري جديد بعنوان « قال الصبار ارتويت» يحمل مفارقة كبيرة، لما في أذهان الناس من أحكام مسبقة على أن هذا النبات الشوكي الموسمي لا يحتاج الى المياه لأنّه يتحمّل العطش دون غيره من النباتات والثمار الأخرى. وعبر 154 صفحة من الحجم المتوسط، تغوص الشاعرة في خيالات متفرقة لتنتصر للصورة الشعرية الحديثة بهذا العنوان المُبتكر والمُخاتل، حيث حمل دلالات وأبعاد رؤيّوية كثيرة وتزين غلاف الكتاب بتوقيع الفنان السوري زهير حبيب، وسيكون حاضرا في المعرض الدولي للكتاب خريف 2021.
أكّدت الشاعرة حسناء نويوة في تصريح لـ «الشعب»، أنّ القصائد  تراوحت بين النصوص الشّعريّة والنّثريّة الطويلة وبين ما هو وجيز كالشذرات المفتتح بها وبعض مقاطع من الهايكو، ونصوص الومضة المختتم بها والّتي جاءت بقسم خاصّ وشامل تحت عنوان «عناقيد من جمر»، قالت صاحبة «رايات من نتاج القلب» إن هناك إسقاط على تجارب عديدة عاشتها أثناء فترة الكتابة، مثلها مثل أيّ مبدعة تكتب لتحقيق التكافؤ في حياتها.
بالعودة إلى العنوان الذي حمل لواء هذه القصائد، أوضحت أنّ المفارقة بين حالة العطش والرّواء، فكما عُرف الصبّار بالجفاف وعطشه الدائم، عُرفت نصوصها وشذراتها باختزالها وكشفها عن مكنون الأنثى الّتي تتحايل على الظروف، في ظل القمع والسطوة الذكوريّة، وحسب تجربتها الجديدة جعلت العنوان مخاتلاً بأنّ الصبّار يشبه المرأة الصبّارة والصابرة في الآن ذاته تلك الّتي تعكس جُلّ نصوصها.
في ذات السياق، قال صاحب دار الخيال الروائي، رفيق طيبي، في تغريدة حول الإصدار، «تحضُّر حسناء بن نويوة في المشهد الشعري الجزائري لا بوصفها شاعرة فقط، بل تتجاوز الحضور النصي إلى الحضور النقدي والإنساني، فقد سبق وأن صدر لها عن «خيال» كتاب احتفت من خلاله بتجارب الآخرين، ثم يجدها المتابع تُرافق جديد الكتاب، وتشجّع المقبلين على الكتابة بشكل مختلف. في هذا العمل اجتهدت لكسر العادي في قصيدة النثر وجرّبت كتابة جديدة تحتاج قارئا مواكبا للتحولات الشعرية «المرأة الصبَّارة».
للتذكير، ختمت المبدعة حسناء مجموعتها الشعرية بقصيدة  تضمنت اخر الغلاف جاء فيها:
الرّجل الذي يحبّني
يغارُ كثيرًا
يغارُ حتّى من الورق
يعتقد بأنّي أواعد الكثير
وأتجمّل لهم بدمي الأحمر الطازج
الذي يصهلُ ساخنًا
على ضفّة قلبي
الرّجل الذي يحبّني لا يعترف بمواسم الشّعر
ولا بقصيدة النّثر
لكنّه يقرأني كلّ ليلة قبل أن ينام
ويحرِص على نشر قصاصاتي
فوق صدره كنشيدٍ
لا يجفلُ دون أن يسمعهُ
الرّجل الذي يحبّني لا يتقن العدّ
ولا الرّياضيات
ولا الهندسة
لكنّه يحفظ جدول اهتماماتي وتجاربي
ويحتفل بسنوات عمري
ما مرّ عام إلّا ورآني أجمل أنثى في مرآة القادم.
الرّجل الذي يحبّني فاشل في الطبخ
لا يحبُّ السباغيتي بصلصة الطماطم القاسحة
لكنّه أحرق أصابعهُ وهو يعدّها لأجلي
وأوجع معدته وهو يأكلها لأجلي
الرّجل الذي يحبّني يكره القرفة والنعناع
لكنّه يحزنُ لأجلي وأنا أحتسي مشروبي
أثناء آلامي الدّورية
ولأنّي المرأة الصبّارة
هكذا حملتُ حملاً كاذبًا
وأجهضتُ رجلاً لم ألتق به قطّ.