طباعة هذه الصفحة

الاعلامي بن يعيش يكشف:

مناطق جديدة تعرّضت للإبادة

برج بوعريريج: حبيبة بن يوسف

 تقرير ستورا  «فرانكو فرنسي»

 بعد كتابه الأول باللغتين الفرنسية والعربية بعنوان «Sétif la Fausse Commune» في النسخة الفرنسية و»سطيف المقبرة الجماعية» في النسخة العربية، يكشف الصحفي والباحث في التاريخ كمال بن يعيش عن إصداره الثاني الذي سيكون تتمة ومواصلة لأبحاثه في مجازر الثامن ماي 45.
ويؤكد بن يعيش، أن الكتاب الثاني الذي لم يكشف عن عنوانه سيصدر قبل نهاية سنة 2021، وسيكون ثريا جدا من ناحية المضمون باعتبار أنه حصل على أرشيف حصري بعد تنقله إلى فرنسا، إضافة إلى شهادات حيّة عن هول المجزرة والمحرقة التي تعرّضت لها ولاية سطيف وكل الولايات المجاورة لها.
ولعلّ الجديد في الإصدار القادم هو الكشف لأول مرة عن مدن وقرى كانت هي الأخرى ضحية للمجزرة الشنيعة سنة 1945، ولم يتمّ التحدث عنها من قبل، ويؤكد كمال بن يعيش أنه من غير المعقول أن نحصر ما حدث في مكان واحد أو مدن معينة، ويضيف أن المجازر مست كل ما يعرف بالشمال القسنطيني، هذه المنطقة التي تفوق مساحتها مرتين مساحة بلجيكا.
وكأمثلة عن ذلك المجازر المرعبة التي حدثت بفرجيوة بولاية ميلة،
والمقبرة الجماعية التي تمّ اكتشافها بمنطقة اليشير غرب مدينة برج بوعريريج سنة 2013، أثناء أشغال الطريق السيار، ومقابر جماعية أخرى بمناطق عين السبت وبني عزيز وعدة قرى شمال سطيف.
ومن جهة أخرى يقول الباحث والصحفي كمال بن يعيش أن، أهم ما حدث العام الماضي في الملف هو قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بترسيم 08 ماي يوم وطني للذاكرة، ووصف القرار بالسيد
والشجاع والتاريخي، ويحسب للرجل، لأنه من خلال القرار سنتذكر الثامن ماي و نعطي دلالة كبيرة للذكرى التي لن تقتصر مستقبلا على ما حدث سنة 1945 فقط، بل تتعدى بذلك إلى البحث في ملفات المبعدين، الأيتام، المنفيين، وجرائم التعذيب، إضافة إلى التهجير القسري الذي مورس على الشعب الجزائري لعقود طويلة، ويعتبر المتحدث أن مصطلح «ذاكرة» يصلح لكل الفترات والحقب الزمنية التي مرت بها الجزائر من 1830 إلى غاية 1962.
وفي ردّه كباحث عن تقرير بانجامان ستورا الذي أعده بطلب من الرئيس الفرنسي، يقول بن يعيش أنه لا يفضل الحديث في السياسة لأن فيها خبايا وصفحات لا تظهر للعيان ولا يمكنه معرفتها كباحث في التاريخ، ويشير أنه عندما نتحدث عن الذاكرة فمن غير المعقول ومن غير المنطقي أن ننتظر من الآخر، أن يكتب تاريخنا ويتحدث عن مآسينا، ولا ننتظر منه أن يتحدث عن مجازره وجرائمه.
ويضيف أننا نمتلك من الإمكانيات والكفاءات والطاقات وكذا المعرفة والشجاعة ما يكفي لنكتب تاريخنا، وأن نكتب ونتحدث عن ما لنا وما علينا، لأن الشجاعة هي الأهم في هذا الشأن. ويختم قائلا: «تقرير ستورا هو تقرير «فرانكو فرنسي».
وبحسب بن يعيش أن المطلوب منا الآن، مادام أننا لم نكتب شيئا، ولم نقل شيئا عن مجازر 08 ماي ولم نوف هذه الحقبة حقها باعتبارها شرارة ثورة نوفمبر المجيدة، كتابة وتدوين، وإعطاء الباحثين
والمتخصصين والأكاديميين والصحفيين والمهتمين بالشأن التاريخي الإمكانيات والمساعدة والدعم والعناية الكاملة للقيام بأعمالهم، من أجل الترويج لذاكرة الشعب الجزائري العظيم أحسن ترويج.
ويضيف أن الجزائر أعطتنا كل شيء ومن واجب الجميع أن يعطي ما باستطاعته، ومن واجب المثقف والأستاذ والآباء المجاهدين أن يتركوا شيئا للأجيال القادمة وإيصال الذاكرة إليهم وتبليغهم مآثر وبطولات  ومعاناة السلف الصالح وذاكرة الشهداء والمجاهدين.