طباعة هذه الصفحة

الأصوات المعارضة لاستغلال الغاز الصخري تستند على مبررات واهية

خبراء: الجزائر لديها الموارد والإمكانيات لضمان الأمن الطاقوي لعقود طويلة

حمزة محصول

أكد خبراء في قطاع المحروقات، أن الجزائر قادرة على ضمان أمنها الطاقوي لعدة عقود مقبلة، وأوضحوا أن الاكتشافات المعتبرة والمخطط الاستراتيجي لتطوير الإنتاج والصناعة البتروكيمياوية تبعث على التفاؤل، وأزالوا في ذات الوقت كل التخوفات والهواجس التي صاحبت قرار الشروع في استغلال الغاز الصخري.
لم يبد مختصون من وزارة الطاقة وشركة سوناطراك، أي تخوف على المستقبل الطاقوي للبلاد، رغم تحاليل وتوقعات البعض التي تفيد بزوال نعمة النفط في آفاق 2030، وكذا التقلبات التي يعرفها السوق الدولية بدخول لاعبين جدد سيتحولون من مستوردين إلى مصدرين، وقدم هؤلاء خلال أيام إعلامية ودراسية نظمتها وزارة الطاقة لفائدة الصحفيين، إحصائيات وأرقام تؤكد صحة النظرة التفاؤلية لمستقبل الأجيال القادمة للبلاد من ناحية الأمن الطاقوي.
وحسب علي حاشد الخبير والمستشار بوزارة الطاقة، فإن الحديث عن نهاية النفط خلال عقدين من الزمن يحدث في حالة واحدة “هي عندما نبقى مكتوفي الأيدي ونكتفي بما نستغله حاليا” أما بتطوير الاستكشافات والإنتاج وتنويع مصادر الطاقة مع الاعتماد على المصدريين الأساسيين “الغاز والبترول”، فلا خوف على مستقبل  الأجيال، داعيا إلى الكف عن تسويق أفكار تشاؤمية لا تستند على أية حجة يثبتها العلم أو المنطق.
ذات الخبير أكد أن الجزائر لديها الموارد والكفاءة اللازمة للحفاظ على مكانتها في السوق الدولية التي تعرف تقلبات واضطرابات من سنة إلى أخرى، مفيدا أن الجهود متواصلة لتحقيق استكشافات جديدة في البحر وفي مختلف مناطق البلاد، وهذا ما يرفع الاحتياطات اللازمة.
ويصف المستشار الحديث عن خلق اقتصاد بديل للمحروقات دون التفكير في تطوير القطاع بالتصور الخاطئ، موضحا أنهما يسيران بالتوازي “فالقطاع الطاقوي هو المصدر الأساسي للدخل ويعتمد عليه لتطوير الاقتصاد الوطني ودعمه ولا بد أن نستمر في تنمية الصناعة الطاقوية تزامنا مع مساعي النهوض باقتصاد آخر”.
وبعد عرض وإبراز مختلف الجهود الجبارة التي تبدلها شركة سوناطراك للبحث والاستكشاف بالاعتماد على تكنولوجيات جد حديثة، قدم مختصون في الطاقة غير التقليدية التفاصيل الكاملة لاستغلال الغاز الصخري في الجزائر، مؤكدين أنه من “اللامسؤولية عدم استغلال هذا المورد لتحسين أمننا الطاقوي”، موضحين أن ببلادنا تملك احتياطات كبيرة أكثر جودة من غاز أمريكا الذي شرعت في استغلالها.
وبالنسبة لهؤلاء فان النقاش الذي صاحب قرار إعطاء إشارة انطلاق استخراج هذا المورد غير التقليدي، “نقاش خاطئ ولا أساس له”، فإذا كان المعارضون للقرار يبررون ذلك بالتلوث البيئي وضخ كميات هائلة من الماء، “فهناك من التكنولوجيا الحديثة ما يسمح باستخراجه بأقل الطرق ضررا للمحيط، كما يوجد احتياطي من الماء يكفي لـ10 آلاف سنة علما أن مصادر الماء تتجدد بما قيمته 100 مليار متر مكعب كل سنة”. مشيرين إلى أن البحث جار على المادة الأفضل لاستغلال الغاز الصخري بدلا من الماء على غرار “الهيليوم” هذه المادة غير الملوثة للبيئة التي نملك كميات معتبرة منها، لكن الإجماع حاليا ينصب على الماء باعتباره الأقل تكلفة وحفاظا على المحيط، ومن هؤلاء من نبه إلى استخدام الماء يتم بشكل ابر في استخراج البترول أكثر من الغاز، حيث تستغل 30 ألف متر مكعب يوميا في حاسي مسعود تسترجع منها 70 بالمائة ليعاد استعمالها في عمليات جديدة. وببناء مركبات جديدة لتكرير النفط ومخازن إستراتيجية عبر عدد من الولايات، مع تطوير الصناعة البتروكيمياوية، وفق ما هو مسطر إلى غاية 2019 كأقصى تقدير ستكون الجزائر من بين أكبر الدول المصدرة لمشتقات النفط.