تعرف عدد من أحياء وقرى بلديات بومرداس الغربية تذبذبا كبيرا في عملية التزوّد بمياه الشرب منذ أيام، وهو الهاجس الذي بات يسكن يوميات المواطنين الذين رفعوا عدة انشغالات لمؤسسة التوزيع من أجل اتخاذ إجراءات عملية لمعالجة الخلل ومواجهة أزمة فصل الصيف، حيث يكثر الطلب مقابل شبه عجز في التكفّل بحاجيات المواطنين.
لم تعرف سدود ولاية بومرداس الثلاثة حالة من التراجع في المنسوب مثل هذه السنة، حسب تقارير مديرية الموارد المائية ومؤسسة التوزيع الذين دقوا ناقوس الخطر بعد تراجع الحصة اليومية التي تتزود بها المحطات الرئيسية، ومنها محطة بودواو التي تموّن سكان بلديات المنطقة الغربية من الولاية كأولاد موسى، بود واو البحري، بود واو، خميس الخشنة وغيرها من الأحياء والتجّمعات السكنية الجديدة التي توسّعت بهذه المنطقة، حيث تراجعت الحصة المعالجة بالمحطة من 55 ألف متر مكعب يوميا إلى حدود 25 ألف ما أثّر سلبا على شبكة التوزيع ومعادلة التحكمّ في الحصص المخصصة لكل بلدية.
بهدف مواجهة الأزمة واحتمال استفحالها، اتخذت السلطات الولائية إجراءات استعجالية لدعم شبكة التوزيع الحالية عبر كافة بلديات الولاية، عن طريق إيجاد بدائل باللجوء إلى المياه الجوفية لدعم النسبة الحالية التي تأتي عن طريق السدود والتحويلات المختلفة كمحطة تحلية مياه البحر برأس جنات المنتظر أن تضاعف كمية إنتاجها لتصل إلى 100 ألف متر مكعب يوميا، حسب طاقتها الإنتاجية القانونية.
في هذا الاطار، كشف والي بومرداس لدى مناقشته لواقع مشاريع قطاع الموارد المائية، أن الولاية استفادت من برنامج استعجالي من الوزارة الوصية لمواجهة أزمة شحّ الأمطار خلال هذا الموسع وتراجع منسوب السدود المحلي إلى درجة متدنية لم تعرفها من قبل خاصة سد قدارة الذي عرف تقهقرا إلى حدود 25 بالمائة، مع تدهور حالته لغياب الصيانة المستمرة ورفع أطنان الطمي المتجمع في الأعماق مما قلّص طاقة استيعابه بشكل كبير، حيث شرع في انجاز وتهيئة 66 بئرا ارتوازيا لدعم المياه السطحية من أجل الاستجابة للطلب الذي يتضاعف خلال فصل الصيف وموسم الاصطياف، وأيضا تهيئة 18 منطقة ضخّ ومعالجة.
مع الإشارة أن هذا الإجراءات المستعجلة جاءت استجابة لانشغالات السكان وبالخصوص تلك التي استفادت من مشاريع للربط بمياه الشرب، سواء من نظام سدّ تاقصبت بتيزي وزو، أو محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات لكنها تعرف تأخرا في الإنجاز والتسليم حسب المدة المحدّدة، وتشمل بالخصوص بلديات أقصى جنوب الولاية عبر دائرتي يسر وبرج منايل التي تعتبر من المناطق الأكثر معاناة في هذا الجانب، نظرا لقدم القنوات وصعوبة التضاريس الجبلية وتوزع السكان عبر تجمعات وقرى معزولة ومتباعدة صعبت من عملية مدّ الشبكة وضبط إيقاع التوزيع.
هذه الملاحظات الميدانية اتخذت بعناية من قبل المصالح التقنية في بعض البلديات المماثلة منها اعفير عن طريق إعداد مخطط توجيهي شامل لإعادة النظر في الشبكة تراعي عدالة التوزيع اليومية، مع تجنّب ظاهرة الأعطاب وقلة الضغط عبر محطات الضخ، ناهيك عن استمرار ظاهرة الربط غير القانوني وآخر موجّه للسقي الفلاحي.