طباعة هذه الصفحة

أعاد اللّعب الجميل والفعّالية لخط الهجوم

نغيز يثبت كفاءته ويُنذر اتحاد بلعباس

محمد فوزي بقاص

عاد المدرب نبيل نغيز وعادت معه الانتصارات الثقيلة واللعب الجميل لفريق مولودية الجزائر، الذي أكرم، سهرة الجمعة، ضيافة نجم مقرة بخمسة أهداف لهدف واحد في إطار تسوية رزنامة الرابطة المحترفة عن الجولة 18، ليحقق بذلك ثاني فوز له على التوالي في ظرف أسبوع، وينهي مرحلة الذهاب في المركز الثامن بنفس رصيد اتحاد العاصمة وأمل عين مليلة بـ 31 نقطة، وبفارق 4 نقاط عن الوصيف شبيبة الساورة.

حرّرت عودة المدرب نبيل نغيز لتدريب فريق مولودية الجزائر اللاعبين، الذين عانوا الويلات منذ تنصيب المخضرم عبد القادر عمراني على رأس الجهاز الفني، حيث تراجعت طريقة لعب العميد كثيرا في الشهرين الماضيين واقتصرت على تسيير المباريات مع غياب اللعب الجميل والروح فوق أرضية الميدان، وهو ما فجر غضب الأنصار الذين خرجوا للشارع في وقفات سلمية للمطالبة برحيل كل المسؤولين على رأس النادي، وإيجاد حلول فورية لمعضلة تسيير الفريق في موسم مئوية تأسيسه.
هذا، وكان المدرب القديم الجديد لأصحاب اللونين الأحمر والأخضر، قد شدّد، الجمعة الماضي، في أوّل تصريحاته على ضرورة العمل مع اللاعبين من الجانب الذهني قصد تحريرهم، وكذا تطوير العمل الهجومي، بعدما غاب في حقبة المدرب عمراني الذي خاض أغلبية لقاءات البطولة ورابطة الأبطال القارية بأسلوب دفاعي، وهو الأمر الذي كان يقلق كثيرا عشاق اللونين الأحمر والأخضر، ويبدو أن صاحب 53 عاما، وفّق في مهمته بإعادة الروح الغائبة للاعبين الذين حققوا الفوز الثاني في الموسم بنتيجة (5 – 1)، بعد الأول ضد فريق بافلز البينيني في إطار الدور التمهيدي الأول من رابطة الأبطال.
من جهة أخرى، أعاد فوز الجمعة العميد للتسابق على لقب البطولة، بعدما كان الأمر يبدو مستحيلا في الأيام القليلة المقبلة، حيث يتموقع الفريق في المركز الثامن بالترتيب العام بفارق خمس نقاط عن وصيف مرحلة الذهاب شبيبة الساورة، وهو ما سيجعل رفقاء نبيل لعمارة يدخلون لقاء الثلاثاء المقبل، ضد إتحاد بلعباس لحساب الجولة الأولى من مرحلة العودة، بمعنويات جد عالية بهدف تحقيق الفوز الثالث على التوالي ومواصلة تسلّق سلم الترتيب، خصوصا أن الجولة المقبلة ستعرف خوض مباريات قوية بين أصحاب المقدمة فيما بينهم، في مقدّمتها قمّة الجولة بين وفاق سطيف والضيف اتحاد العاصمة، وأولمبي المدية الذي سيحل ضيفا ثقيلا على شبيبة الساورة، بالإضافة إلى شباب بلوزداد الذي سيكون في استقبال مفاجأة الموسم أمل عين مليلة.
تحرّر صالحي والخط الأمامي
عرفت، سهرة الجمعة، تألق الحارس عبد القادر صالحي الذي بدأ يستعيد مستواه في الجولات الأخيرة، بعدما صدّ ثلاث فرص وجها لوجه مع مهاجمي نجم مقرة، وحرمهم من العودة في نتيجة المباراة، كما أبعد الخطورة عن مرماه في أكثر من مناسبة، بالرغم من تسببه في الهدف الوحيد للضيوف، حين أساء التموقع والخروج من منطقته في الركنية الوحيدة للزوار من لحظة قلة تركيز.
في ذات السياق، سمحت الخطة الهجومية التي لعب بها العميد من عودة المهاجمين إلى الواجهة، بعد تألق القناص سامي فريوي الذي كان نجم السهرة بامتياز، ونصّب نفسه رجلا للقاء بتسجيله أول هاتريك في مسيرته الكروية، وتقديمه كرة الهدف الأول والثالث مساهما في الأهداف الخمسة المسجلة في اللقاء.
كما كان خريج مدرسة اتحاد العاصمة قاب قوسين أو أدنى من تسجيل هدفه الشخصي الرابع في المواجهة، لولا ارتطام الكرة بالعارضة التي حرمته من تقليص الفارق بهدف وحيد عن هداف البطولة مهاجم شبيبة الساورة، بلال مسعودي، صاحب 11 احرازا.
كما شهدت المواجهة عودة الظهير الأيسر، بلال بن ساحة لمعانقة الشباك بعد شهرين ونصف من الصيام، وتحديدا منذ مباراة الترجي الرياضي التونسي في إطار الجولة الثانية من دور المجموعات لرابطة الأبطال، وتوقيع صانع الألعاب عمار بورديم هدفه الخامس في مختلف المناسبات والثاني له على التوالي، ومنح عبد النور بلخير تمريرتين حاسمتين رافعا رصيده إلى ثمان تمريرات في مختلف المنافسات، وهو ما من شأنه أن يجعل الفريق يظهر بوجه أقوى في المواجهات المقبلة، أمام إتحاد بلعباس وفي الداربي ضد إتحاد العاصمة بمناسبة الدور ثمن النهائي من كأس الرابطة، وبعده ضد الرجاء البيضاوي، بملعب 5 جويلية الأولمبي.

القرعة تُنصف العميد  في «الرابطة الإفريقية»

من جهة أخرى، ارتاح الطاقم الفني واللاعبين وكذا عشاق الفريق لقرعة الدور ربع النهائي من منافسة كأس رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم، التي أوقعت المولودية في مواجهة بطل المغرب نادي الوداد البيضاوي في صدام مغاربي مثير، وهو ما سيسمح لرفقاء متوسط الميدان القوي داودي إيسلا من خوض لقائي الذهاب والإياب في ظروف مريحة، نظرا لتفادي الفريق سفرية شاقة وطويلة إلى جنوب إفريقيا أو تنزانيا لمواجهة صان داونز أو سيمبا على التوالي.
كما أن أشبال المدرب التونسي المخضرم فوزي البنزرتي يمرون بفترة فراغ رهيبة في البطولة المغربية، بعد تكبدهم هزيمتين وتعادلين في آخر أربع مواجهات، وهو ما قد تستغله كتيبة نغيز من أجل تحقيق فوز مريح في مباراة الذهاب، بملعب 5 جويلية الأولمبي، خصوصا أن أصحاب اللونين الأحمر والأبيض يعانون من كثافة البرمجة في الآونة الأخيرة، أين يخوضون مواجهة كل ثلاثة أيام، الأمر الذي قد يكون في صالح العاصميين من أجل استغلال فرصة قلة الجاهزية البدنية، لبلوغ نصف النهائي أرقى منافسة كروية في القارة السمراء لأوّل مرّة، خلال النسخة الجديدة.
يذكر، أن الطاقم الفني للمولودية يمكنه استغلال الوافدين الجديدين فتح الله الطاهر والغاني جوسيف إيسو، بداية من يوم الثلاثاء المقبل، في إطار الجولة العشرين من الرابطة المحترفة، وهو ما سيتيح حلولا أكبر للمدرب نغيز، كما سيمكنه من إراحة بعض العناصر التي بلغت المرحلة الحمراء من الجانب البدني، على غرار الثنائي بن ساحة وبلخير وربيعي الذين خاضوا جميع المباريات مع عمراني، من أجل خوض مباراة رابطة الأبطال بكل قوّة.