صعّد الاحتلال الإسرائيلي قمعه ضدّ الفلسطينيين في القدس المحتلّة، حيث يواصل منذ بداية شهر رمضان اعتداءاته على المصلين في منطقة باب العامود (وسط القدس) بالهراوات وإلقاء قنابل الصوت والغاز تجاههم لدى خروجهم من المسجد الأقصى، في المقابل، يحاول الشبان الفلسطينيون الدفاع عن أنفسهم برشق شرطة الاحتلال بالحجارة والزجاجات.
أفادت الأنباء بأن مئات من قوات الاحتلال، طردوا المقدسيين من ساحات وأدراج باب العامود وهاجموهم بشكل عنيف، وأطلقوا قنابل الغاز السام والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي تجاه المئات ممن تواجدوا في محيط المكان.
وتشهد مدينة القدس يوميًا، مواجهات مع قوات الاحتلال التي تُحاول تفريغ منطقة باب العامود وما حولها من المقدسيين، مستخدمة القوة والعنف، عبر إطلاق الرصاص والقنابل واستخدام سيارات المياه العادمة، إضافة إلى الاعتداء بالضرب ومطاردة الشبّان عبر فرق الخيّالة.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ «14 شخصا أصيبوا في المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة بالقدس المحتلة».
وامتدت المواجهات إلى مناطق متفرقة في الضفة الغربية، عندما قمع الاحتلال مسيرات خرجت في عدة مناطق بالضفة، ومنها رام الله ونابلس، تنديدا بالقمع الإسرائيلي ولتأييد صمود المصلين في المسجد الأقصى.
وأدّت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المصلين منذ اليوم الأول في شهر رمضان، إلى توتر الأوضاع بالمدينة، وخاصة في منطقتي باب العامود وباب الساهرة.
والخميس، بلغت المواجهات بين قوات إسرائيلية والفلسطينيين ذروتها في مدينة القدس وأرجائها، في أعقاب اعتداءات نفذها مستوطنون إسرائيليون بحق الفلسطينيين بالمدينة.
وقد أصيب ما لا يقل عن 105 فلسطيني خلال المواجهات بالمدينة، بينما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ما لا يقل عن 50 آخرين.
توتّر في غزة
في سياق متصل، شنّت طائرات إسرائيلية غارات، استهدفت موقعا للمقاومة الفلسطينية وأجزاء من الأراضي الزراعية في مناطق من قطاع غزة، وألحقت أضرارا مادية.
وقد حذّرت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار في التصعيد ضد قطاع غزة، وانتهاكاته المتكررة بالقدس المحتلة، وحمّلته مسؤولية تداعيات «الأعمال الاستفزازية العنصرية»، التي يقوم بها عساكره ومستوطنوه في المسجد الأقصى.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر توجيهات للجيش ليكون متأهبا ومستعدا للتعامل مع أي سيناريو محتمل في قطاع غزة
إدانات واستنكار
هذا وقد أدانت مختلف الدول العربية أعمال العنف والتحريض، التي قامت بها مجموعات عنصرية متطرفة ضد الفلسطينيين من سكان البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وأعربت عن «قلقها البالغ» من تصاعد وتيرة الاعتداءات والأعمال الاستفزازية تجاه المقدسيين منذ بداية شهر رمضان.
أما الولايات المتحدة فدعت لضبط النفس، ونصحت سفارتها بالقدس المحتلة مواطنيها بتوخي الحيطة والحذر.