أعرب الاتحاد الأفريقي، عن قلقه العميق إزاء الوضع في تشاد، حيث تولّى السلطة مجلس عسكري برئاسة الجنرال محمد إدريس ديبي، نجل الرئيس إدريس ديبي إتنو الذي توفي قبل أيام، مطالباً بإعادة إرساء النظام المدني في أسرع وقت ممكن.
قال مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، الهيئة المسؤولة عن قضايا الأمن والسلام في المنظمة القاريّة، في بيان «إنّه وإذ يبدي قلقه العميق إزاء تشكيل مجلس عسكري في تشاد برئاسة نجل الرئيس الراحل، يدعو القوات التشادية إلى احترام التفويض والنظام الدستوري، والانخراط بسرعة في عملية لإعادة إرساء النظام الدستوري ونقل السلطة السياسية إلى السلطات المدنية».
ودعا المجلس في بيانه إلى حوار وطني شامل في تشاد، وطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي برئاسة التشادي موسى فقي محمد أن «تشكّل على وجه السرعة بعثة رفيعة المستوى لتقصّي الحقائق» في تشاد. وحذّر البيان من أنّ الوضع في تشاد يشكّل تهديداً محتملاً للسلام والاستقرار في هذا البلد، كما لجيرانه وللقارة بأسرها.
القوات التشادية قد تعود لحماية العاصمة
في السياق، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن مسؤول فرنسي قوله، إن القوات التشادية المشاركة بتحالف عسكري ضدّ الإرهاب في دول أفريقية قد تعود إلى بلادها، لحماية العاصمة وذلك بسبب الظروف الأمنية التي خلفها مقتل الرئيس ديبي.
ومعلوم أن المتمردين التشاديين يهددون بالزحف إلى العاصمة والإطاحة بالسلطة الجديدة التي يقودها نجل الرئيس الراحل.
ويخشى بعض المسؤولين الأفارقة من أن تصبح عملية «برخان» العسكرية - التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل والصحراء - أكثر صعوبة إذا تراجعت مشاركة تشاد فيها عسكريا، لا سيما أن نجامينا كانت أول من أرسل جنودا إلى دولة مالي بعد فرنسا عام 2014.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طمأن التشاديين بقوله «إنه لن يسمح لأحد بتهديد تشاد ووحدة أراضيها لا اليوم ولا غدا»، وذلك أثناء مشاركته في جنازة رئيس البلاد إدريس ديبي الجمعة.
كما أبدت فرنسا والدول الخمس الكبرى الأخرى دعمها لانتقال مدني - عسكري للسلطة في تشاد لصالح الاستقرار الإقليمي، وذلك بعد اجتماع مع المجلس العسكري المؤقت في تشاد.
هذا وبحث رئيس المجلس العسكري الانتقالي في تشاد الجنرال محمد إدريس ديبي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، خريطة طريق المرحلة الانتقالية، بينما جددت المعارضة رفضها لسيطرة الجيش على السلطة.