في ساحة الأمة التي غصت بآلاف المشيعين، نظم المجلس العسكري بقيادة محمد ادريس ديبي نجل ادريس ديبي اتنو، أمس، جنازة والده الرئيس الراحل الذي حكم البلاد لثلاثين عاما وقتل بنيران المتمردين قبل أيام، بحضور عدد من رؤساء الدول بينهم إيمانويل ماكرون، وهو رئيس الدولة الغربي الوحيد الذي حضر تشييع الماريشال التشادي أقوى حليف له في مكافحة الإرهابيين بالمنطقة.
حضر الجنازة قادة دول أخرى في الساحل مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والكونغولي فيليكس تشيسكيدي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، و ذلك على الرغم من تحذيرات من المتمردين بأن على الزعماء الأجانب عدم حضور جنازة ديبي لأسباب أمنية.
وصل نعش إدريس ديبي إلى ساحة الأمة وهي كبرى ساحات العاصمة، وذلك عقب الصلاة عليه في المسجد الكبير، على منصة شاحنة صغيرة، ملفوفا بالعلم الوطني ويحيط به جنود من الحرس الرئاسي.
وبث التلفزيون التشادي الرسمي لقطات تظهر توافد قادة البلاد العسكريين يتقدّمهم قائد الجيش ورئيس المجلس العسكري الانتقالي إلى منصة كبار الشخصيات في العاصمة، التي خصصت أيضا للزعماء الأجانب .
وكان من بين الحضور هندة ديبي، أرملة الرئيس الراحل التي توشحت باللون الأسود.
وبعد انتهاء الجنازة، نقل جثمان إدريس ديبي بالطائرة إلى أمجراس التي تبعد أكثر من ألف كيلومتر، لدفنه بالقرب من والده في هذه القرية الصغيرة المجاورة لمسقط رأسه بيردوبا عاصمة إقليم إنيدي الشرقي (شمال شرق) بالقرب من الحدود السودانية.
وقتل ديبي (68 عاما)، الاثنين، على جبهة القتال مع متمردين من جبهة التغيير والوفاق، يتمركزون في ليبيا، وهي جبهة مؤلفة من منشقين عن الجيش تشكلت عام 2016.
وتولى مجلس عسكري بقيادة نجل الرئيس الراحل الجنرال محمد إدريس ديبي السلطة خلفا لوالده، الذي حكم البلاد 30 عاما وكان حليفا مقربا من قوى غربية في قتالها ضد الجماعات الارهابية.
دول الجوار تعزّز أمنها
قال وزير الدفاع في نيجيريا المجاورة الجنرال بشير صالحي ماغاشي، إن بلاده عززت الإجراءات الأمنية على طول الحدود، تحسبا لتدفق محتمل للاجئين من تشاد، في حين قال جيش جمهورية أفريقيا الوسطى المجاورة إنه في حالة تأهب قصوى لمنع أي جماعات مسلحة من عبور الحدود.
و الأربعاء، قال المتمردون التشاديون المتمركزون في ليبيا إنهم سينهون وقفا مؤقتا لإطلاق النار بحلول منتصف الليل، وإنهم على بُعد ما يتراوح بين 200 و300 كيلومتر من العاصمة نجامينا.
ودافعت فرنسا أمس الاول عن سيطرة الجيش على تشاد، وقالت إن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط «ظروف استثنائية»، وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن خطوة الجيش بتولي السلطة «مبررة بسبب رفض رئيس البرلمان التشادي هارون كبادي تولي السلطة».
وينص دستور تشاد على تولي رئيس البرلمان الحكم في حال غياب الرئيس، وقد رفض كبادي تولي المنصب مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات لاعتبارات أمنية.
ويرى العديد من المعارضين أن تولي الحكم بهذه الطريقة ليس سوى «انقلاب مؤسسي».