العديد من المهن تنتعش خلال شهر رمضان، حيث تظهر أنشطة مختلفة لا تجد نفس الرواج الذي تعرفه مقارنة بسائر الأيام، نظرا لارتفاع معدل الإقبال عليها وبالإضافة إلى تغير أنشطة العديد من المحلات خاصة محلات الأكل الخفيف والمطاعم، حيث تجد الكثير من ربات البيوت في شهر رمضان، فرصة لانتعاش سوق الحرف التقليدية المنزلية من خلال منتجات غذائية معينة يزداد الطلب عليها.
في مقابل المنافسة الشديدة التي تشهدها المنتجات المنزلية من جانب المنتجات الغذائية الصناعية والمتوفرة بكثرة في السوق، يبقى الطلب على منتجات المرأة الماكثة في البيت الحظ الأوفر، لاعتبارات مرتبطة حسبما أوضحت بعض النّاشطات في هذا المجال، بتوفر شروط النظافة وطريقة الإعداد التي عادة ما تكون دون إضافات ذات طابع كيميائي، فضلا عن زيادة معدل الإقبال على المأكولات والحلويات المحضّرة في البيت، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل من طرف الزبائن.
وتتنوّع الطّلبات كما أكّدت العديد من النساء الناشطات في مجال المهن المنزلية بورقلة لـ «الشعب»، بين كل التفاصيل المتعلقة بشهر رمضان، انطلاقا من التوابل المختلفة على غرار رأس الحانوت، القصبر، الكسبر المرحي والكروية، الكركم والفلفل الأسود التي لابد أن تتواجد في كل بيت والتي تحرص المرأة الماكثة في البيت على تحضيرها بكل حب وتفاني إلى الديول التقليدية والمطلوع والعجينة المورقة والحلويات الرمضانية مثل القطايف، البقلاوة والقريوش وقلب اللوز وغيرها.
كما ترى بعضهن أنّ شهر رمضان، يعد فرصة مهمة بالنسبة للنساء الماكثات في البيت، حيث أنّ الكثيرات منهن لا ينشطن طوال العام، ولكن يجدن فرصتهن للعمل وتحقيق مدخول أفضل خلال هذا الشهر الكريم، حيث أنّ الطلبات تتواصل على مدار أيام الشهر الفضيل وتتنوّع بين الحلويات الرمضانية والمملحات، كما تنطلق الكثير من السيدات في استلام الطلبات على حلوى العيد، قبل نصفية شهر رمضان لاستيعاب كل الطلبات عشية عيد الفطر.
وتستقطب المأكولات والحلويات التقليدية المحضرة في البيت عددا كبيرا من العاملين بورقلة والمتواجدين بعيدا عن عائلاتهم، حيث أن الكثير منهم يفضل الطلب على الخبز التقليدي والأطباق الرمضانية التي تعدها المرأة الماكثة في البيت والتي تعرض للبيع سواء عبر المحلات أو من خلال منصات البيع في وسائل التواصل الاجتماعي.
العجائن الأكثر رواجا.
وتجمع الناشطات في هذا المجال على أنّ الديول المعروفة محليا بـ «المسلوقة»، والتي تستخدم لتحضير «البوراك» الأكثر طلبا، من بين المأكولات التقليدية الرمضانية، حيث تفضّل بعض الزبونات خاصة النساء من فئة العاملات منهم «الملسوقة» المعدّة منزليا بدل المصنّعة.
كما تعد العجينة المورقة، من بين المنتجات الأكثر رواجا، حيث تقبل الكثير من الزبونات على الطلب حول العجينة المورقة الجاهزة، من أجل إعداد مختلف أنواع المملحات التي تتزين بها الطاولة الرمضانية على مائدة الإفطار.
التّسويق الإلكتروني
تعتبر إكرام شراد وهي سيدة ماكثة في البيت، انخرطت في مجال المهن المنزلية منذ مدة، وتنشط في صناعة المأكولات والحلويات التقليدية، أن موقع فيس بوك تحول إلى فضاء لعرض مختلف منتجات المرأة الماكثة في البيت، كما أشارت إلى أنه صنع المفارقة فعلا في الرفع من معدل الطلب، الذي لم يعد مقتصرا على المنتج المتوفر في السوق التقليدي، بل امتد أيضا عبر هذه السوق الافتراضية.
وشكّلت من ناحية أخرى، خدمة التوصيل عاملا هاما لتسهيل عملية تسويق منتجات المرأة الماكثة بالبيت، ومن جانب آخر سهّلت على الزبائن الطلب على منتجاتها التي يمكن أن تصلهم دون أن يتحملوا أعباء التنقل.