يواصل منحنى الإصابات اليومية بفيروس كورونا الارتفاع بشكل مقلق في الأيام الأخيرة، متجاوزا عتبة 170 إصابة جديدة في 24 ساعة، بعد أن شهدت الجزائر استقرارا ملحوظا في الوضع الوبائي خلال الأسابيع الماضية بتسجيل أقل من 100 حالة في اليوم، ما جعل السلطات العليا تلجأ إلى التخفيف من إجراءات الحجر الصحي في بعض الولايات ورفعه تماما في مناطق أخرى.
أثار تسجيل مزيد من الإصابات بالسلالات الجديدة لفيروس كورونا في الجزائر، مخاوف الكثير المواطنين من إمكانية تدهور الحالة الوبائية والعودة مجددا لنقطة الصفر، خاصة وأن الأمر يتعلق بدخول فيروسات متحورة خطورتها تكمن في سرعة انتشارها بين الأشخاص، لاسيما في شهر رمضان الذي تكثر فيه التجمعات أمام المحلات التجارية والاكتظاظ في الأماكن العامة دون الالتزام بالتدابير الوقائية، في إطار البروتوكول الصحي، للتقليل من مخاطر انتقال عدوى الفيروس.
جاء هذا بعد إعلان معهد باستور الجزائر، في بيان له، عن ارتفاع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة من السلالات المتحورة لحد الآن إلى 78 حالة من السلالة البريطانية و129 حالة من السلالة النيجيرية، حيث سجلت الجزائر 51 حالة جديدة في سياق البحوث الجينية المستمرة التي يقوم بها معهد باستور، منها 31 حالة جديدة تخص الفيروس النيجيري المتحور و20 حالة تتعلق بالسلالة البريطانية.
وتصدرت الجزائر العاصمة قائمة أكبر عدد من الإصابات بالفيروس المتحور، مسجلة 16 حالة من السلالة البريطانية و5 إصابات بالفيروس النيجيري المتحور، تليها ولاية الأغواط التي أحصت أيضا 16 حالة تخص السلالة النيجيرية، في حين سجلت كل من المدية وتقرت حالة واحدة، بالإضافة إلى ولاية البليدة بحالتي إصابة بالسلالة البريطانية وحالة واحدة تتعلق بالفيروس النيجيري المتحور، وكذا الجلفة التي أحصت 5 إصابات من نفس الفيروس وحالة واحدة تابعة للسلالة البريطانية.
ويمثل تصاعد الحالات بشكل يومي في الفترة الأخيرة، جرس إنذار للمواطنين والمسؤولين أيضا، للوقوف أمام تطور المنحنى الوبائي، من خلال العودة إلى الالتزام بتطبيق كافة الإجراءات الوقائية وتفادي كثرة التجمعات التي ينتج عنها انتشار سريع للفيروس بشكل يصعب السيطرة عليه، ما قد يحتم على السلطات العليا إعادة فرض الحجر الصحي بأكثر صرامة، خاصة في المناطق التي تشهد أكبر عدد من الإصابات من أجل الحد من انتشاره والحفاظ على استقرار الوضع.
وتوقع الكثيرون ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المتحور بعد تخفيف إجراءات الحجر، والتراخي في الالتزام بالإجراءات والتدابير الوقائية بمجرد انخفاض عتبة الإصابات في الأيام السابقة إلى أقل من 100 حالة في اليوم، بالرغم من تحذيرات المختصين من إمكانية عودة الخطر مجددا مع استهتار المواطنين في تطبيق قواعد الوقاية التي تبقى الحل الأمثل لتجنب انتشار عدوى الفيروس على نطاق واسع، بما أن اللقاحات المتوفرة حاليا غير كافية لتلقيح جميع الأشخاص الأكثر عرضة لمضاعفات الفيروس.