تعرف بعض مساحات اللعب الخاصة بالشباب والأطفال، والمساحات المخصصة لمختلف الأنشطة الرياضية المتواجدة بمدينة سكيكدة وضعية متردية بفعل تآكل الأجهزة واهتراء الأرضية ، واعتبر عديد الموطنين بأن تردي وضعية هذه المساحات يدفع ثمنه الأطفال ، وهو الأمر الذي مسّ العديد من الفضاءات على مستوى مدينة سكيكدة مع الإشارة إلى أن البعض منها وعلى قلتها لازال في وضعية حسنة.
ويأمل أولياء الأطفال العمل على إعادة الوجه الحقيقي لهذه المساحات سواء من جانب صيانة التجهيزات التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الأطفال، أو من ناحية انعدام النظافة الذي أثّر بدوره على الجانب الجمالي للأحياء المتواجدة بها، خاصة ونحن على أبواب العطلة الصيفية أين تشهد إقبالا كبيرا من طرفهم.
فانعدام مرافق التسلية والمساحات بات يؤرق الأطفال وأولياءهم الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تلبية متطلبات أبنائهم في العطل المدرسية، خصوصا أن الكثير من الأحياء السكنية تفتقر إلى المرافق، ما جعل هؤلاء يتّخذون من الشارع والأرصفة فضاء مفتوحا على الهواء الطلق للتسلية والترويح عن النفس، وفي ظل كل هذا يضطر عدد كبير من الأطفال إلى اتخاذ الشوارع فضاء خاصا يعوضهم عما حرموا منه، وفي هذا الخصوص، وخلال الجولة التي قادت “الشعب” إلى عدد من أحياء المدينة ، لاحظنا العدد الكبير للأطفال في الشوارع الذين ضاقت بهم منازلهم ، وفي هذا الشأن تقربنا من بعض الأطفال وأوليائهم للاستفسار أكثر عن هذا الموضوع، وصرح لنا احد المواطنين “نقص المرافق وانعدامها في الكثير من أحياء المدينة، حتى أن أطفالنا باتوا يفضلون الشارع للترويح عن أنفسهم ، واستغلال كل مساحة متاحة للعب كرة القدم”. ومواطن أخر يؤكد “لا يوجد أماكن خاصة بالأطفال، حتى أن الحي الذي أقطن به يفتقر لهذه المرافق أو المساحات الخاصة بالأطفال، ولهذا بات الشارع المكان الوحيد الذي يستطيع من خلاله الاستمتاع”.
فقد تحولت العديد من المساحات الخضراء بعاصمة الولاية سكيكدة إلى مفرغات عمومية للنفايات المنزلية ـ وهذا في عدة أحياء مثل مساحة اللعب بحي الممرات، التي توجد خلف المستشفى بجانب الطريق العلوي الذي يربط مقر الولاية بوسط المدينة ـ بسبب تصرفات غير مسؤولة من قبل المواطنين من جهة، وإهمال السلطات المحلية وغياب الرقابة من جهة أخرى.وتعاني أغلب المشاريع السكنية المنجزة مؤخرا بسكيكدة من مشكلة انعدام المساحات الخضراء وأماكن لعب الأطفال، كما أنها تشهد اكتظاظا في السكن وفوضى مرورية عارمة، تجعل ساكنيها يشعرون باختناق دائم، ويتساءل المواطنون عن سر إغفال مهندسي هذه الأحياء لمثل هذه المرافق الهامة.
للعلم خصص لبلدية سكيكدة السنة الفارطة، مبلغ مالي إجمالي يقدر بـ 124 مليار سنتيم موجهة للقيام بأشغال التحسين الحضري الشامل الذي كان من المخصص أن يمسّ العديد من الأحياء،من عمليات تجديد الإنارة العمومية، إصلاح الطرق الرئيسية والفرعية، إنجاز المساحات الخضراء ومساحات اللعب، تبليط الأرصفة وتجديد قنوات الصرف إلا أن الأمور متوقفة عند مسؤولي البلدية.