استعرض محمد رباح، الباحث وأحد تلاميذ مناضل الحزب الشيوعي الفرنسي، موريس إودان، نبذة عن حياة الفقيد الذي اختطفه المظليون الفرنسيون من منزله يوم 11 جوان 1957، واقتادوه إلى فيلا بالأبيار لتعذيبه واغتياله في 21 جوان من نفس السنة، ثم حاكوا رواية هروبه، وهو الأمر الذي لم تصدقه زوجته «جوزات أودان»، قائلا إن موريس أودان مات من أجل تحرير الجزائر، لاقتناعه بعدالة القضية الوطنية، بحسب ما صرحت به زوجته، مضيفا أن له الشرف لتخليد ذكرى أستاذه اللامع في الرياضيات، الذي عرفه عن طريق شقيقه الشهيد نورالدين رباح، الناشط معه في الحزب، حيث كان أودان يقدم له دروسا تدعيمية بالمجان في فترة اجتيازه لامتحان البكالوريا.
وأوضح محمد رباح، لدى تدخله، أمس، بمنتدى الذاكرة، الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد، بالتنسيق مع يومية المجاهد، أن موريس أودان كان طالبا لامعا في مادة الرياضيات، مما جعله يرتقي إلى رتبة أستاذ مساعد، وفي نفس الوقت كان يحضر لشهادة الدكتوراه في التخصص، ومناضل في الحزب الشيوعي الفرنسي منذ سنة 1951، حيث ساند إضراب الطلبة المسلمين الجزائريين في 19 ماي 1956 تبعا لاستشهاد الطالب بلقاسم زدور.
وفي هذا الصدد، أكد الباحث أنه، بحسب شهادة المؤرخ هنري علاق، رفيق موريس أودان، فإن هذا الأخير تعرض إلى تعذيب وحشي بالكهرباء من طرف السفاح «شاربوني»، مما أدى إلى وفاته وأنه منذ فقدان إودان لم تتوقف زوجته لحظة، عن مطالبة الحكومة الفرنسية بإظهار حقيقة مقتل زوجها ومكان رمي جثته الذي مازال لا يعرف لحد الأن، حيث أنه في سنة 2007، راسلت الرئيس السابق نيكولا ساركوزي ولم تتلق ردّا منه، مشيرا إلى أن هناك حملة كبيرة بفرنسا تضم المثقفين للمطالبة بالكشف عن مكان جثة الفقيد أودان.
واختتم محمد رباح مداخلته، قائلا: إن الجزائر خلدت ذكرى موريس أودان عرفانا بتضحيته، من خلال تسمية شارع بالعاصمة باسمه وكذا إقامة جدارية بساحة أودان في ماي 2012، مشيرا إلى قضية شهداء بدون قبور، كالعربي التبسي، جورج كونيات، محمد بوقرة وغيرهم...
من جهته أفاد بلبشير، ممثل عن المديرية العامة لتطوير البحث العلمي، أن تاريخ إقرار جائزة موريس أودان كان سنة 1958 من طرف أستاذ الرياضيات البرفيسور، لوران سورات، الذي أيد أطروحة موريس أودان بعد وفاته. وفي سنة 1962 توقف منح هذه الجائزة ليُعاد منحها سنة 2004، لأستاذين في الرياضيات من الجزائر وفرنسا، حيث تابع جيرار ترونال هذا الملف، مضيفا بأن هذه الجائزة تمنح كل سنتين.
وقال أيضا بلبشير، إن تأسيس المديرية العامة للبحث العلمي كان سنة 2008، للتكفل بمبلغ الجائزة للفائزين الجزائريين.