قبل 11 يوما من انتهاء عملية إيداع قوائم الترشيحات لتشريعيات 12 جوان المقبل، بدأ المشهد السياسي يتجلى واتضحت خريطة المشاركين والمقاطعين للانتخابات بنمطها الجديد، خاصة بعد دخول حزب جيل جديد على خط جبهة المنخرطين في العملية السياسية، إذ يتجه لحسم موقفه، بالذهاب نحو المشاركة بعد أن استوفى النّصاب بجمع 25 ألف توقيع للناخبين عبر 23 ولاية، فيما سيعلن عن موقفه الرسمي، اليوم، بعد اجتماع مجلسه الوطني. وتعتبر هذه أول مشاركة للحزب في التشريعيات.
يدخل جيل جديد الانتخابات التشريعية المقبلة، بكل ثقة، وهو الذي فضل أن يخفي موقفه لغاية استكمال عملية اكتتاب التوقيعات، حيث كان قد انطلق في عملية جمعها بالدوائر الانتخابية في وقت مبكر.
وبحسب ما أفاد به المكلف بالإعلام في الحزب لحبيب براهمية، في تصريح «للشّعب»، فإن الاجتماع الذي جرى، مساء أمس، خصص للجانب السياسي فقط، وليس للجانب التقني، من أجل اتّخاذ القرار النهائي بخصوص التشريعيات. فيما أكد المتحدث أن جيل جديد، لن يكون بمعزل عما يحدث على الساحة السياسية، وهو الذي ساهم في إثراء النقاشات حول تعديل الدستور المعدل في 1 نوفمبر 2020، وزكى من قبل خطوة الذهاب نحو التشريعيات أيضا، في إطار مسار بناء المسار الجديد، ونقل النشاط من حراك الشارع إلى الحراك السياسي، وكان في الصفوف الأولى للمدافعين عن هذه المحطة الانتخابية.
وبالرّغم من أن المكلف بالاتصال بالحزب، رجح المشاركة في التشريعيات دونما الجزم»، تاركا القرار الفصل للندوة الصحفية التي يعقدها الرئيس جلالي سفيان، اليوم، إلا أن كل المؤشرات توحي بدخول المعارض الشرس للنظام السابق الانتخابات المقبلة، خاصة وأن جلالي سفيان كان قد أكد في تصريحات سابقة له، على أن «الجزائر دخلت مرحلة بناء نظام سياسي جديد، وأن الحوار والمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة من أهم الحلول لتحقيق مسعى بناء دولة ديمقراطية».
وشدد على ضرورة الذهاب نحو مرحلة تنظيم الدولة والمجتمع والتأسيس لبناء اقتصاد قوي يضمن ديمومة التنمية على كل المستويات، مبرزا أن «عملية بناء نظام جديد ومؤسسات قوية يتطلب المشاركة في هذا الموعد السياسي»، كلها تصريحات أبانت عن موقف الحزب من قبل.
وقبلها كان حزب العدالة والتنمية قد التحق، نهاية الشهر الماضي، بشكل رسمي، بركب المشاركين في الانتخابات التشريعية، حتى وإن كان الحزب قد انطلق في عملية جمع التوقيعات بالدوائر الانتخابية في وقت مبكر.
كما تشهد التشريعيات المقبلة مشاركة أحزاب سياسية، لأول مرة، في على غرار حزب جيل جديد، حزب طلائع الحريات وحزب صوت الشعب.
وبذلك تتدعم جبهة المشاركة بجيل جديد رفقة الأحزاب التي أعلنت مشاركتها خلال الاستحقاق المقبل، وهي الأحزاب التقليدية مثل جبهة التحرير الوطني، التجمع الوطني الديمقراطي، حركة مجتمع السلم وغيرها... بينما تتراجع دائرة المقاطعين للمسار الانتخابي، وهي أحزاب ما تزال ترزح تحت اسم المعارضة، وهي جبهة القوى الاشتراكية «الأفافاس»، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية «الأرسيدي»، وحزب العمال، وحزب الإتحاد من أجل العدالة والرقي.
فيما عبر 53 حزبا عن رغبتهم دخول التشريعيات حسب آخر إحصائيات السلطة الوطنية للانتخابات، وتم سحب أكثر من 7 ملايين استمارة وتسجيل 1785 قائمة حزبية و2898 قائمة حرّة، وهي إحصائيات تبرز قوة المشاركة في التشريعيات المقبلة، والدخول سواء بالقوائم الحزبية أو المستقلة.