تشهد العديد من بنايات المدينة القديمة بعاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، تراجعا خطيرا في دعاماتها الأساسية خاصة على مستوى شارع طاطاش بلقاسم المعروفة بـ «الروتيار»، والذي يقع بمحاذاة جسري باب القنطرة وسيدي مسيد العريق، وبالرغم من التشققات العميقة التي ضربت البناية والطريق المحاذي لها، لم تتحرّك السلطات المحلية للتدخل، وإيجاد حلول ناجعة للمشكل الخطير الذي يهدّد مدينة بأكملها بالانهيار.
الشارع العتيق على غرار المدينة القديمة بأكملها استفادت في السابق من برنامج حكومي للترميم، سيما منه الجزء القريب من جسر سيدي مسيد، باعتباره الجزء الخطير لقربه من هاوية الجسر غير أنّه تأثّر مجدّدا بأشغال حفر دعامات «التليفريك» التي ضربت عمق الصخور، ما تسبّب في تشققات عميقة بالمكان. وضعية أبدى بشأنها السكان القاطنين بالبناية والجمعيات مخاوف من ظهور تصدعات خطيرة على مستوى الطريق لتتوسع نحو السكنات.
وعليه يطالب السكان، السلطات المحلية بالتدخل السريع قبل أن يستمر تأزم الوضع على مستوى شارع طاطاش بلقاسم وانهيار أجزاء منه، وسقوط بنايات ذات طابع كولونيالي، ويمكن أن تصل إلى حد جسر سيدي مسيد، حيث تنبّأوا بانهيار كارثي يمكن أن يخلف ضحايا، خاصة وأنّ التصدعات مسّت الأساسات إلى جانب الطريق التي تعد من أهم محاور وسط المدينة وشريان في حركة المرور.
وأضحى الانزلاق - حسبهم - واضحا بالطريق، ويتوسّع بصفة يومية وبلغ حده إلى ثانوية عريقة بوسط المدينة، وهي ثانوية رضا حوحو التي استفادت من مشروع ترميم، حيث أوضح المكتب البلدي للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بقسنطينة، بعد معاينة الحي، أن هذا الأخير يعرف انزلاقات خطيرة بسبب تسرب المياه القذرة من القناة الرئيسية تحت الطريق، علما أنّ جدار الدعم المطل على وادي الرمال عرف انهيارا قبل سنوات تم التدخل في جزء منه.
الوضعية الخطيرة التي تهدّد الشارع أدخلت سكان المنطقة في دوامة الإنهيار المباغت لا تنفك وأن تتفاقم بشكل مستمر، في ظل غياب تدخل جدي وسريع لحل الإشكال الذي أرهق تفكير سكان قسنطينة بشكل عام وقاطني الشارع بشكل خاص، متسائلين عن سبب الإهمال ولامبالاة السلطات المحلية في إنقاذ الجزء المتبقي من المدينة العتيقة قسنطينة.