طباعة هذه الصفحة

أخصائيون يحذرون من أخطارها الصحية

الألواح الرقمية والهواتف الذكية تهـدّد حياة الأطفال

بيوض بلقاسم

ينفق الأولياء بكل كرم وسخاء لاقتناء الألعاب التكنولوجية المختلفة لأطفالهم، غير مدركين لمخاطرها على صحة أبنائهم الجسدية والعقلية، خاصة فيما يتعلق بالألواح الرقمية التي غزت الأسواق حيث تجدها بأحجام وأشكال مختلفة وبأثمان تتراوح بين المعقول و الباهظ،  ولعل انخفاضها المستمر، جعل أغلب الأولياء باختلاف إمكانياتهم المادية يقبلون على اقتنائها.دون وضع الأخطار المحدقة لمستعمليها في الحسبان، التفاصيل في هذا الاستطلاع الذي أجرته “الشعب”
وفي خضم استهداف التكنولوجيا الحديثة للأطفال بشكل خاص،لا يبالي الآباء في أغلب الأحيان بمدى تأثير استخدام التكنولوجيا على أطفالهم، والتي اختطفت براءتهم و حلاوة استمتاعهم بها، ليصبح همهم الأول التنافس مع أقرانهم لشراء اللوحة الأفضل.
و كشفت  التقارير الطبية الخطر الذي تمثله هذه الأجهزة عليهم، وأظهرت أن ما يقارب ثلاثة أرباع الأطفال في المدارس الابتدائية وثلثي تلاميذ المتوسط والثانويات، يشتكون من آلام الظهر أو الرقبة .
ولن يكون السبب المحفظة الثقيلة كما يتبادر إلى أذهاننا للوهلة الأولى لكن الأجهزة الرقمية واستخدامها المفرط يقف بصفة مباشرة وراء هذه الأعراض التي طالت أيضا الصغار الذين لم يكتمل نمو أجسادهم بعد.
 لذا ينصح الأطباء الأولياء بتحديد أوقات استخدام أطفالهم هذه الأجهزة خاصة الكمبيوتر، اللوحات وألعاب الفيديو  لتفادي المشاكل الصحية التي قد تتسبب بها، ولا تقتصر أضرار الألواح الرقمية على آلام الظهر والرقبة فقط بل  تتعدّاها إلى  التأخر الحركي، فاستخدام الألواح الرقمية بشكل مفرط قد يتسبب في إصابة الأيدي  والأصابع بالضرر والأذى فيما بعد، ولمس شاشة هذه الألواح يؤخر عملية بناء عضلات اليد لدى الأطفال التي تنمو عادة في السنوات الأولى من خلال حركتها  أثناء الكتابة والتلوين وبالتالي تعيقهم عن القيام بذلك بسهولة، ناهيك عن أعينهم التي لن تسلم من الضرر على المدى البعيد، إذا ما ظل الأطفال يستخدمون الألواح الرقمية باستمرار دون القيام بالأنشطة اليدوية التي تعتمد على الورقة والقلم، ستصبح العضلات بهذه الطريقة  أضعف.
و كشف لـ «الشعب» السيد بلقاسم مختص في طب الأطفال، أن المشكلة الموجودة حاليا تكمن في أن الباحثين غير قادرين على معرفة الضرر الذي تحدثه التكنولوجيا الحديثة على المدى الطويل، لكنهم يشدّدون على ضرورة تحديد وقت معين لاستخدام الأطفال لتلك الأجهزة والمدة التي لا يجب أن تتعدى الساعتين في اليوم .
 وأضاف الدكتور بلقاسم  أن الأطفال دون السنتين يجب ألا يستخدموا الأجهزة اللوحية على الإطلاق، مشددا في نفس الوقت  على إبعاد تلك الأجهزة من غرفهم  ، وأكد نفس المتحدث أن المبادئ التوجيهية تشير إلى أن أجهزة التلفزيون والكمبيوتر يجب أن تبقى خارج غرفة نوم الطفل، لأن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يضر بصحته.
ومن جهة أخرى أكدت سليمة جباري  أخصائية نفسية أن هذه الأجهزة تؤدي إلى الصرع وإجهاد العين والعزلة ، وهذه مخاطر تهدّد صحة الطفل في الآونة الأخيرة بكثرة، محذرة  من استخدام الأطفال لهذه التجهيزات لفترات طويلة تتجاوز الأربع إلى خمس ساعات في اليوم.
 ونبّهت جباري  الأولياء إلى المخاطر التي ينجم عنها تلف خلايا الدماغ، إضافة إلى إجهاد العين والشعور بالصداع والأخطر إصابة بعضهم بالصرع نتيجة الإضاءة والحركة التي يشاهدها الصغار، رغم أن الألواح الرقمية فيها برامج تساعد على صناعة طفل مبدع يتمتع بمهارات عالية ، خاصة عند استعماله لألعاب التفكير الذهني.
وقالت المتحدثة أن الإفراط في استخدامها لفترات طويلة تجعله منعزلا عن محيطه وعن مجالسة الآخرين ناهيك عن ظهور السلوكيات العصبية وعدم الرغبة في سماع كلام أقرب المقربين  حتى الوالدين وعصيانهم في كل شيء.
 كما حذّرت من انصياع الأهل لرغبات أبنائهم وبكائهم عند منعهم من استخدام هذه الألعاب، مطالبة بضرورة إعطائهم فرصة يوميا للعب لوقت لا يتعدى الساعتين، مركزين في ذلك على ضرورة اختيار الأهل للألعاب خاصة المتعلقة بالذكاء كمنشط ومحفز لتفكير الطفل.