الفيروسات المتحوّرة خطيرة في انتشارها الواسع
تستعد مراكز التلقيح التابعة للمؤسسات الجوارية بالجزائر العاصمة، لاستقبال الدفعة الجديدة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا بعد استلام 360 ألف جرعة في إطار برنامج «كوفاكس»، إذ من المرتقب أن يستفيد من اللقاح عدد أكبر من المواطنين المسجلين حسب الأولوية. التي تشمل مستخدمي قطاع الصحة وكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، باعتبارهم الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس.
في هذا الإطار، أكدت الدكتورة سهام لحرش، العاملة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية درارية العاشور، في تصريح لـ «الشعب»، أن أغلبية المواطنين، خاصة منهم المسنين، الذين تعودوا على التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، يرغبون في تلقي لقاح كورونا وينتظرون دورهم، مشيرة إلى أنه إلى حد الآن لم يتم تسجيل أية أعراض جانبية خطيرة على الأشخاص الذين خضعوا للتلقيح على مرحلتين، داعية إلى الإقبال على أخذ اللقاح باعتباره الحل الوحيد الذي يمكن من الوقاية من مضاعفات فيروس كورونا الأصلي والمتحور.
وأوضحت لحرش، أن اللقاحات المتوفرة فعالة ضد الفيروسات المتحورة الى حد الآن. لكن لا يمكن ضمان عدم تغيرها مع مرور الأيام، قائلة إن إمكانية اللجوء الى تصنيع لقاح جديد أمر غير مستبعد في حال حدوث طفرات جينية في الفيروس والتي يمكن أن تؤثر على تطوير اللقاح وتفقده الفعالية اللازمة.
وحذرت الدكتورة من سرعة انتشار الفيروس البريطاني المتحور، الذي يستدعي الالتزام الصارم بقواعد الوقاية للتقليل من مخاطره التي لا تتعلق بشراسته، مضيفة أن ارتفاع حالات الإصابة بالسلالة الجديدة يجعل التحكم في الوضعية الوبائية أمرا غير سهل، زيادة على صعوبة التكفل بجميع الحالات المسجلة على مستوى المراكز الاستشفائية بسبب الضغط الذي يترتب عن كثرة الإصابات، وكذا انتشار الفيروس بين الأشخاص المسنين الذين يصبحون أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس.
وبحسب محدثتنا، فإن فيروس كورونا المتحور ظهر في المدة الأخيرة على شكل أعراض جديدة ومغايرة عن العلامات الشائعة في الفترات السابقة والتي كانت تقتصر لدى أغلب الحالات في أعراض الجهاز الهضمي، كالإصابة بالإسهال وأعراض عصبية وأخرى تمس الشرايين، ولكن الأمر إختلف مع ظهور السلالات الجديدة حسب معاينة وفحص الكثير من الحالات، في انتظار تأكيد الدراسات العلمية حقيقة الأمر.
ووصفت الحالة الوبائية في الوقت الراهن بالمريحة والمستقرة، نظرا لانخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس وحتى تلك المعقدة، كاختناق التنفس التي لم تعد تسجل بكثرة مقارنة بفترات سابقة، مؤكدة أن حملة التلقيح ستساهم في مكافحة الوباء والتقليل من مخاطره، التي يمكن أن تحدث في أية لحظة في حال التراخي في تطبيق القواعد الوقائية.
وقالت، إن تطور الفيروس يختلف من منطقة إلى أخرى وخطورته ليست نفسها في كل دولة، موضحة أن تحقيق نتائج جيدة يتطلب اتخاذ نفس الشروط والإجراءات والبروتوكولات في جميع البلدان المهددة بانتشار الفيروس، خاصة ما تعلق بغلق الحدود وتوقيف الرحلات الجوية التي تساعد بشكل كبير في احتواء الوضع وكبح انتشار الوباء.