يعيش مواطنو قرى مناطق الظل على غرار تاغليسة، عين أم السعد، البطمة، الدريدرة، ملال، دار عياض ببلدية أعميرة آراس، 30 كلم شمال عاصمة الولاية ميلة، معاناة حقيقية بسبب انعدام المياه الصالحة للشرب بحنفياتهم منذ شهور خاضوها في رحلة بحث مزمنة عن قطرات الماء من الينابيع الطبيعية والعيون العمومية والجبال.
أكّد السكان أن الأعطاب المتكررة التي تصيب مضخات المياه الكائنة على مستوى تلك المشاتي تعد السبب الرئيسي لعدم تزودهم بهذه المادة الحيوية، وعليه طالب السكان بتجديدها وإنهاء معاناتهم التي عمّرت طويلا مع مشكل المياه.
وأوضح السكان ان هذه المادة الحيوية تصل منطقتهم مرة كل أسبوعين، فيما غابت هذه المرة لمدة طويلة مما جعلهم يعيشون أزمة عطش خانقة في ظل الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة واقتراب فصل الصيف الذي يعرف استهلاكا واسعا للمياه.
وأفاد عدد منهم بأن شبكة المياه الصالحة للشرب التي تم إنجازها سنوات التسعينيات أصبحت غير صالحة وتكثر بها الانكسارات، وهم يعانون من غياب ماء الشرب عن حنفياتهم، الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى الاستنجاد بالصهاريج والأحمرة لجلب المياه من المناطق البعيدة رغم أن القرى المتضررة تقع بمحاذاة سد بني هارون وتطل مباشرة على مياه سد بني هارون أكبر سد في الجزائر.
سكان القرى صرحوا لـ «الشعب»، أن معاناتهم مع مياه الشرب طالت دون أن تجد لها السلطات المحلية مخرجا، حيث بقيت المشاتي التي تعتبر من بين أكبر الدواوير كثافة سكانية بالمنطقة دون مياه الشرب، متسائلين ما مصيرهم مع استمرار الأزمة الخانقة في مياه الشرب في عز فصل الربيع.
وضعية دفعت بالسكان لمناشدة السلطات التدخل العاجل من أجل إيجاد حل لأزمة المياه التي نغصت يومياتهم وحولتها إلى جحيم، كاشفين عن نفاد صبرهم حيث لم يجدوا مخرجا خاصة مع إرتفاع أسعار الصهاريج التي تتراوح ما بين 1000 و1200 دينار.
رئيس المجلس الشعبي البلدي كان قد صرح أن سكان تلك المشاتي استفادوا من خزان للمياه بأعالي المنطقة، في انتظار الشروع في انجاز شبكة جديدة لقنوات المياه الصالحة للشرب بمساكنهم هذه السنة، والقضاء على مشكل التزود مع نهاية السنة.