السلالات الجديدة تستدعي اليقظة والحذر
أكد رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، ورئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية الدكتور محمد يوسفي، أن جميع السلالات الجديدة لفيروس كورونا خطيرة وسريعة الانتشار، بما فيها التي سجلت في الجزائر، محذرا من التراخي في مواصلة الالتزام بالإجراءات الوقائية الذي يمكن أن يتسبب في دخول مزيد من حالات الإصابة بالفيروس المتحور.
أوضح رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية في تصريح لـ «الشعب»، أن الوضع الوبائي يستدعي فرض تدابير أكثر صرامة من أجل إبطاء انتشار هذه السلالات شديدة العدوى في عدة ولايات من الوطن وعدم الاستهتار الذي قد ينتج عنه موجة ثالثة من الفيروس، مشيرا إلى أن الجزائر إلى حد الآن مسيطرة على الوباء وتتعامل مع الوضع بحذر ويقظة، بالرغم من تسجيل بعض الإصابات بالفيروس المتحور، قائلا إن الأمر مرتبط بمدى اتخاذ الاحتياطات اللازمة وفرض مزيد من الإجراءات المشددة لمنع انتشاره بشكل خطير.
وأضاف الدكتور يوسفي، أن الجزائر سجلت حالات إصابة بالفيروس البريطاني المتحور الذي يعد من أخطر السلالات الجديدة لكورونا. ولكن لحسن الحظ عددها قليل ويمكن كبح انتشارها من خلال إجراء تحقيق وبائي سريع ومراقبة جميع الحالات المسجلة والتكفل بهم من أجل تجنب الدخول إلى موجة ثالثة، معتبرا الوضع الراهن غير مقلق، نظرا للمؤشرات الإيجابية التي تدل على الاستقرار وعدم الخطورة، أهمها انخفاض عدد الإصابات والوفيات مقارنة ببعض الدول الأوروبية التي ماتزال تشهد تدهورا في الحالة الوبائية بتسجيل أعداد هائلة من حالات الإصابة بالفيروس الأصلي والمتحور، بالرغم من حصول العديد من هذه الدول على كميات كبيرة من اللقاحات.
غلق المجال الجوي يجنب الكارثة
بحسب رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، فإن الإبقاء على غلق المجال الجوي والبري، سيساعد في التقليل من دخول مزيد من السلالات الجديدة إلى أراضي الوطن، ويسمح بمراقبة الحالات المسجلة لمنع نقلها العدوى للآخرين، مبرزا إيجابية القرارات الاحترازية المتخذة من قبل السلطات العليا، بالتنسيق مع اللجنة العلمية منذ بداية الأزمة الصحية، خاصة ما تعلق بفرض الحجر الصحي ومنع التجمعات وعديد الأنشطة والتي في مجملها أعطت نتائج جيدة ساهمت في تحقيق استقرار الوضع الوبائي، مشددا على ضرورة مواصلة تطبيق التدابير الوقائية لتجنب العودة مجددا إلى نقطة الصفر.
قال رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، ورئيس النقابة الوطنية لأخصائيي الصحة العمومية، إن توفير اللقاح المضاد لفيروس كورونا بكميات كافية في الأيام القادمة، من شأنه أن يساهم في الحفاظ على استقرار الحالة الوبائية ويساعد على التقليل من الوفيات الناتجة عن الإصابة بالفيروس مع الالتزام بقواعد الوقاية، خاصة وأن اللقاحات التي ستكون متوفرة أثبتت فعاليتها بنسبة عالية ضد الإصابة بالفيروس الأصلي والمتحور، مضيفا أن الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الفيروس مطالبة بالتلقيح على رأسهم مهنيو الصحة وكبار السن والمصابون بأمراض مزمنة.
ويرى الدكتور يوسفي، أن نجاح حملة التلقيح ضد فيروس كورونا تتطلب برمجة خاصة ووضع رزنامة تلقيح استعجالي تسمح لسكان مختلف الولايات من الاستفادة من اللقاح بشكل منظم، بالإضافة إلى أهمية التواصل مع المواطنين لتشجيعهم وتوعيتهم بأهمية أخذ اللقاح وتقديم المعلومات الصحيحة المرتبطة بمواعيد إجرائه في إطار كسب ثقة المواطن، مشيرا إلى أن التلقيح هو الحل الأنجع الذي يمكن من اكتساب مناعة جماعية تسمح بالقضاء التدريجي على الوباء والعودة إلى الحياة العادية.