استحسن إلياس مرابط، رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، الإجراء المتعلق بتخفيف أوقات الحجر الصحي على عدد من الولايات، وكذا الترخيص لأداء صلاة التراويح، شريطة الاستمرار في تطبيق البروتوكول الصحي الذي ساهم بشكل كبير في تراجع الإصابات واستقرار الوضع الوبائي.
قال إلياس مرابط في تصريح لـ «الشعب»، إن البروتوكول الصحي المتعلق بأداء الصلوات في المساجد طبق بحذافيره، ولم تسجل خروقات من قبل رواد دور العبادة، إذ التزم الجميع بارتداء الكمامة والتباعد الجسدي للوقاية من الإصابة والعدوى بفيروس كورونا، وبعدم استعمال الميضاءات، لأن المصلين يأتون من بيوتهم متوضئين.
وأكد مرابط أن البروتوكول الصحي المتعلق بأداء الصلاة طبق بصرامة، ولعل ذلك ما جعل وزارة الصحة، بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية واللجنة العلمية، يرخصون لأداء صلاة التراويح وكذا صلاة الفجر، بعد تقليص ساعات الحجر الصحي من 23:00 ليلا إلى 4:00 صباحا.
واستنادا إليه، فإنه منذ فتح المساجد لأداء الصلوات في مدة زمنية محددة، لم يتأثر الوضع الوبائي، بل تحسن بفضل هذه الإجراء ومعطيات أخرى مختلفة ومتشابكة.
ويعتقد مرابط، أن تحديد المدة الزمنية لأداء الصلوات ومنها صلاة التراويح وكذا احترام التباعد الجسدي، كان له نتائج جيدة، موضحا أنه كلما كانت المدة الزمنية في أماكن مغلقة كالمساجد، كلما كانت احتمالات الإصابات والعدوى أكبر، فتحديد المدة بنصف ساعة «له معنى صحي»، أي أن هذا التحديد في الزمن مدروس.
ومن باب المقارنة أو المقاربة، قال الدكتور مرابط إن ما نتفاداه من عدوى الإصابة بالفيروس القاتل داخل بيوت الرحمن، يمكن وقوعه خارج المسجد. فالشروط خارج المساجد بعد أداء الصلوات «غير محترمة»، بحسب ما لاحظه في الميدان، منتقدا التراخي والاستهتار.
وذكر مرابط، أن التعديلات التي تم إدخالها في فترة الحجر الصحي المتعلقة بشهر رمضان الكريم، مبنية على المعطيات الوبائية المستقرة – بحسب تقييمه- لكنه يؤكد ضرورة تعزيز المراقبة والتحسيس والتوعية على المستويين الفردي والجماعي.
وقال، إنه لابد من رفع مستوى الوعي والتحسيس، خاصة بعد ظهور سلالات جديدة من الفيروس التاجي (النيجيرية والبريطانية)، التي سجلت حالات منها وهي في تزايد ومنتشرة عبر عدة ولايات من الوطن، وقد «تنفجر» الوضعية في أي وقت، إذا ما استمرت حالة التسيّب والتراخي والاستهتار.
ويرى مرابط أنه إلى جانب التحسيس والتوعية الذي لا ينبغي أن يتوقف، لابد من تطبيق القانون بصرامة في الأماكن التي يجتمع فيها عدد كبير من الناس، على غرار الفضاءات التجارية التي تعرف توافدا كبيرا لاقتناء المستلزمات الخاصة بشهر رمضان الكريم وملابس العيد، وكذا وسائل النقل الجماعية التي تكاد تنعدم فيها الإجراءات الصحية.
ونبّه الدكتور إلى أن هناك اعتقاد خاطئ من قبل الأشخاص، الذين أصيبوا بكوفيد-19، أنهم اكتسبوا مناعة ضد الفيروس وبالتالي هم في منأى من الإصابة به، وفي الواقع «هذا ليس صحيحا»، بدليل أن هناك أشخاصا أصيبوا مجددا بالفيروس بعد تعافيهم منه، ومنهم من يعانون من تعقيدات خطيرة.