وافق جيش التحرير الصيني على المشاركة في المناورات البحرية التي ستنظمها البحرية الأمريكية في المحيط الهادي، منتصف جوان الجاري، والمسماة “حافة المحيط الهادي” والمعروفة اختصارا باسم “ريمباك” والتي تشارك فيها 20 دولة
وتعتبر الموافقة هذه، الأولى من نوعها التي تقبل فيها الصين المشاركة، من خلال إرسال قوات خاصة وست قطع بحرية للقيام بتدريبات مشتركة مع البحرية الأمريكية، بعد أن اكتفت العام 1998 بإرسال مراقبين عنها خلال هذه المناورات الدورية التي تجريها البحرية الأمريكية في المنطقة والتي كان آخرها تلك التي جرت العام 2012 على سواحل هاواي بمشاركة 22 دولة أقحمت فيها 40 سفينة وغواصة.
وتأتي هذه المناورات، في الوقت الذي تشهد فيه منطقة بحر الصين حالة من التوتر حول جزر “دياياو” التي تطالب باستعادتها من اليايان التي تحتلها، في حين تتمسك بكين بأحقيتها عليها وتسميها سوكوكو.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الصينية، بداية العام الجاري، منطقة بحر شرق الصين منطقة دفاع جوي جراء هذا النزاع وهو إجراء يرغم بموجبه كل الطائرات التي تعبر المنطقة بالكشف عن هويتها والالتزام بتعاليم القوات الجوية الصينية وإلا تعرّضت للخطر، الشيء الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة وسارعت إلى إرسال كاتبها للدفاع، تشاك هاغل، لطمأنة حلفائها الآسيويين، كما قامت بإرسال طائرتي استطلاع عبرتا بحر شرق الصين في خطوة تحدت فيها الإجراءات التي اتخذتها بكين، التي أعلنت من ناحيتها أن الطائرتين الأمريكيتين قد خضعتا لإجراءات التعرّف على الهوية لدى عبورهما الأجواء الصينية. ويضاف إلى ذلك، التوتر الأخير بين بكين وواشنطن حول النفقات العسكرية المتزايدة للصين وتقرير البنتاغون الأمريكي في هذا الشأن، والذي جاء فيه أن بكين لا تقدم أرقاما حقيقية عن نفقاتها العسكرية، بحيث أن الرقم الذي أعطته يقل عن المبلغ الفعلي بـ20٪.
وبحسب البنتاغون الأمريكي، فإن الميزانية العسكرية الفعلية للصين بلغت 145 مليار دولار أمريكي سنة 2013، في حين أن الرقم الذي قدمته الصين لميزانيتها العسكرية لنفس السنة قدرت بـ119 مليار دولار أمريكي، بينما بلغت الميزانية العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية سنة ٢٠١٣ 495 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف الميزانية الصينية.
الولايات المتحدة لم تكتف بانتقاد بكين في هذا الصدد، لكن أبدت مخاوف من التطورات التقنية والإلكترونية الهائلة التي تعرفها الصناعة العسكرية في الصين.
إن الطموحات العسكرية للصين لم تعد تخفى على أحد ويبدو أن مقولة “الصين قزم سياسي وعملاق اقتصادي” مقولة تجاوزها الزمن ولم تعد تعبّر عن هذا العملاق الذي يمتلك كل أسباب القوة، استفاق من سباته رغم «حروب العفيون» التي شنّت ضده على مدار قرون لكي يبقى نائما، فمن يجرؤ على وقف هذا الزحف الأصفر الذي اكتسح العالم كله وفي جميع الميادين؟