وقّعت، أمس، الجزائر والصين مذكرة تفاهم تتعلق باستغلال منجم غار جبيلات. جرى التوقيع على المذكرة بين شركة التعدين بالجزائر «FERAAL SPA» وثلاث مؤسسات صينية رائدة في القطاع المنجمي واستغلال الحديد والصلب والطاقة النظيفة، هي: «MCC, CWE, Heyday Solar».
قال وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، على هامش حفل التوقيع، إن هذه اللحظة تاريخية في الاقتصاد الجزائري والتحوّل نحو استغلال كل الموارد التي يزخر بها البلد، مؤكدا أنه وفي غضون ثلاثة أشهر ستشكل الشركة الجزائرية الصينية المختلطة التي ستتكفل بكامل مشروع استغلال مكمن الحديد بمنجم غار جبيلات.
أوضح عرقاب، أن المشروع جد مهم لما يحمله من معالم النهوض بالاقتصاد الوطني والتنمية في قطاع المناجم، مذكرا بمكانته في مخطط عمل الحكومة وبرنامج الرئيس عبد المجيد تبون في تجسيد إلتزاماته باستغلال المناجم المتوفرة كمنجم الفوسفات بتبسة ومنجم الرصاص والزنك ببجاية.
وجدد الوزير الحديث عن حجم المخزون الهام من خام الحديد بالمنجم سالف الذكر، والذي فاق 3 ملايير طن، وكمرحلة أولى في الاستغلال بغار جبيلات غرب، يحتوي المنجم على حوالي 1,7 مليار طن.
كما كشف عرقاب عن المراحل الثلاث لاستغلال منجم غار جبيلات، والتي انتهت الأولى منها في جلب المستثمرين واختيار الشريك المتمثل في ثلاث مؤسسات صينية، بعدها تشكيل الشركة المختلطة الجزائرية الصينية وفق قاعدة (49/51)، والمرحلة الثالثة تتمثل في إنشاء كل الهياكل اللازمة للانطلاق الفعلي في استغلال وتوصيل الحديد الخام للمعامل في الشمال وخارج البلاد.
وأشار عرقاب، إلى أن اختيار الشركات الصينية لاستغلال منجم غار جبيلات، يدخل ضمن المرحلة الأولى الأصعب من بين جميع المراحل، لما تتطلبه من تدقيق ودراسة لجميع العروض وملاءمتها، ليقع الاختيار على شركة «MCC» المختصة في المناجم والتي تعتبر من أهم الشركات وأكبرها في الصين في القطاع المنجمي، إذ اختارت الجزائر شريكها التكنولوجي، لكونه قادرا على استعمال تقنيات حديثة في إنجاز الدراسات المدققة.
فمنجم غار جبيلات ـ أضاف يقول ـ يحتوي على الفوسفور وطريقة فصله من خام الحديد، يتطلب حلولا عملية وناجعة، كالتي قدمها الشريك الصيني، إضافة إلى شركة «CWE, Heyday Solar» المتمكنتين في استعمال التقنيات الحديثة والدقيقة في مجال استغلال الطاقات المتجددة وكذلك الشبكات الذكية. لذا فاختيار هذه الشركات يراعي خصوصية المشروع المستدام، في موقعه البعيد عن كل شبكات الربط بالطاقة والذي يتطلب استغلال الطاقات المتجددة لتعويضها.
هياكل قاعدية ترافق المشروع
من أهم الهياكل القاعدية التي سترافق المشروع، خط السكة الحديدية الذي باشرت الحكومة في تشكيل لجنة وزارية تضم عدة قطاعات لإنشائه، وكذا الهياكل التي سترافق المشروع الضخم لاستغلال منجم غار جبيلات. ومبدئيا سيتم نقل خام الحديد عبر شاحنات كهربائية إلى المعامل في شمال البلاد وتسويقه عبر ميناء مستغانم الأقرب، حسب الدراسات التقنية التي تم وضعها مع الشريك الصيني.
وحول تعطل معظم المشاريع التي اعتادت الحكومات السابقة الإعلان عنها في استغلال غار جبيلات، أوضح عرقاب أن الجزائر لم تصل لمرحلة متقدمة في نية استغلالها منجم غار جبيلات، كالتي بلغتها اليوم من خلال تحديد الشريك وإمضاء مذكرة تفاهم، وسيحل الشركاء بتندوف للدراسة ووضع اللبنات الأولى للانطلاق في تجسيد المشروع.
وتحفّظ الوزير عن إعطاء حجم التكلفة الرسمية لإنجاز المشروع الذي توقع مبدئيا بلوغها 2 مليار دولار، لكن الرقم قد يفوق أو يقلّ، حسب الدراسة التي ستقوم بها الشركة المزمع إنشاؤها قبل نهاية جوان المقبل.
وفيما يخص التمويل، فسيكون بالشراكة مع المؤسسات الصينية الثلاث والجزائر، بحسب الوزير، مذكرا بالخيرات التي تكتنزها تندوف من الموارد الثمينة كالذهب الذي سيمنح للولاية فرصة الاستغلال الحرفي له قريبا.