طباعة هذه الصفحة

فيما طالبوا بلجنة تحقيق 

إقامات جامعية منجزة تتحوّل لمدن أشباح بقسنطينة

قسنطينة: مفيدة طريفي

12 ألف سرير شاغر ينتظر الاستغلال

يعرف ملف الإقامات الجامعية بعاصمة الشرق الجزائري جدلا كبيرا وتساؤلات كثيرة فيما يخص مسألة التسيير وكيفية إستغلالها، سيما وأن الولاية تملك مدينة جامعية ضخمة تعد من أهم المدن على المستوى الإفريقي ترافقها إقامات جامعية مهيكلة بكافة التجهيزات والإمكانات، حيث أن هذه الأخيرة مغلقة منذ سنوات في حين أن الإقامات الجامعية القديمة والمهترئة لا تزال قيد الإستغلال على غرار إقامة نحاس نبيل، عائشة أم المؤمنات، لآلة نسومر، منتوري وغيرها من الهياكل المهترئة التي لا ترقى لاستقبال الطلبة الجامعيين.

الوضعية التي طالب في عديد المناسبات أعضاء لجنة التعليم العالي بالمجلس الشعبي الولائي بضرورة النظر في الحالة المزرية لهذه الإقامات وبضرورة غلقها بعد إيفاد لجنة تحقيق تعمل على تشريح دقيق لوضعيتها المتردية والمتراجعة، والعمل على فتح الإقامات الجامعية المنجزة حديثا المقدرة بسبع إقامات جامعية والمغلقة منذ سنوات من إنجازها ما أثر على هياكلها وجعلها تغرق في فوضى الإهمال وعدم الاستغلال مساهم في تخريبها.          
وكشف أحد أعضاء اللجنة في تصريح لـ»الشعب» عن الوضعية الكارثية التي آلت إليها الإقامات والمطاعم المركزية التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على أمن وصحة وسلامة الطلبة ومن جميع النواحي.
مؤكدا على أنه تمّ إقتراح إيفاد لجنة تحقيق ورفع توصيات للوزارة الوصية من بينها غلق الإقامات الجامعية المهترئة وضرورة التعجيل بإعادة تأهيل الإقامة الجامعية عائشة أم المؤمنين التي تحوي على 2000 سرير سابقا وفتح الإقامات السبعة المغلقة على مستوى المدينة الجامعية والتابعة لمديرية الخدمات الجامعية قسنطينة عين الباي.  
هذا وقد كشف تقرير سابق قدمته اللجنة أن بعض الإقامات استفادت من أغلفة مالية في إطار الميزانية القطاعية غير الممركزة لسنتي 2012، و2013 قدرت بـ100 مليار سنتيم تمّ صرفها ورقيا دون أي أثر ميداني.
 من جهة أخرى، أبرز الديوان الوطني للخدمات الجامعية جملة المشاكل التي تعرفها معظم الإقامات الجامعية التابعة لمديرية الخدمات الجامعية قسنطينة وسط، قسنطينة والخروب، سيما على مستوى الكتامة، دورات المياه داخل العمارات إلى جانب التدفئة والكهرباء، حيث ورغم التدخلات اليومية لأعوان الصيانة، إلا أن نقص الإمكانيات المادية الممنوحة في هذا الجانب الضئيلة جدا مقارنة مع حجم الأضرار الناجمة حال دون التحكم في الوضع نهائيا.
 وتبقى أغلبية الإقامات الجامعية تعاني من جملة نقائص تأتي في مقدمتها عدم توفر الأعوان الشبه الطبيين ووسائل العمل، فضلا عن حظيرة سيارات الإسعاف، مع العلم أن الولاية تتوفّر على 13 إقامة جامعية من بينها 7 إقامات على مستوى مديرية الخدمات الجامعية وسط منها 4 ذكور، إلى جانب 5 أخرى ببلدية الخروب.
 ليتم بعدها إنشاء المديرية الثالثة للخدمات قسنطينة - عين باي والتي غيرت الخريطة الخاصة بتوزيع الإقامات ليرتفع العدد إلى الضعف بما يعادل 25 إقامة، حيث أضحت قسنطينة وسط بـ7 إقامات و6 بالخروب إلى جانب 12 إقامة بمديرية قسنطينة - عين الباي، بطاقة استيعابية إجمالية تتجاوز 45 ألف سرير، تقدم ما يعادل 50 ألف وجبة يوميا داخل هذه الإقامات، بتوفير 511 حافلة مخصّصة لتغطية كل الخطوط للنقل الجامعي بالرغم من عدم تغطيته لكافة الخطوط.
من جهة أخرى، كشفت المعطيات المقدمة عن تواجد 7 إقامات جديدة مجهزة بالقطب الجامعي والقابلة للاستغلال من شأنها توفر أسرة جديدة، حيث أن الطاقة المستغلة حقيقة هي أزيد من 33 ألف سرير وهذا ما يجعل أزيد من 12 ألف سرير غير مستغل وشاغر وهو رقم لم يتمّ بعد تدقيقه كون عملية الإيواء لا تزال مستمرة لحدّ الساعة.
 وتحوي الإقامة الجامعية عائشة أم المؤمنين على 2000 سرير، وهي تعدّ من أقدم الإقامات الجامعية بالولاية والمتواجدة بالقرب من جامعة قسنطينة «1»، فقد خصّص لها مبلغ مالي معتبر لترميمها، إلا أنه منذ شهر مارس 2020 لم تنطلق لحدّ الساعة.
 كما استفادت باقي الإقامات الجامعية من غلاف مالي معتبر من طرف الولاية، إلا أن الأشغال الترميمة لم تكن وفق المعايير المتفق عليها ما جعلها تعود لوضعيتها السابقة.