ثمّن مسؤول التنظيم السياسي بجبهة البوليساريو، خاطري أدوه، القرار الأخير لمجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الإفريقي حول النزاع في الصحراء الغربية، واصفًا الخطوة بالهامة جدًا، مشيرا إلى أن إعادة فتح مكتب للمنتظم القاري في مدينة العيون المحتلة من أجل متابعة الوضع عن قرب عبر أدواته المباشرة، يعد انتصارا آخر للقضية الصحراوية، وفضحا في نفس الوقت لسياسة الاحتلال الرامية لحجب الحقائق ومنع الاتحاد الإفريقي من تحمل مسؤوليته في حل النزاعات القارية.
اعتبر خاطري أدوه، القرارات الأخيرة لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي حول النزاع في الصحراء الغربية، بالهامة جدًا وبالانتصار الحقيقي للقضية، خاصة وان الاحتلال كان يحاول بشتى الطرق والوسائل عرقلة هذا الاجتماع، من خلال إقناع بعض دول الأعضاء بعدم الحضور حتى لا يحصل النصاب القانوني، غير أن إصرار الدول الأعضاء والمجلس في نفس الوقت على تنفيذ قرارات القمة الإفريقية ساهم في انعقاد هذا الاجتماع الهام.
أضاف مسؤول التنظيم السياسي بجبهة البوليساريو في اتصال مع «الشعب»، أن قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، وما اتخذته من قرارات ومتابعة للقضية الصحراوية، جاء في الوقت الذي يتسم فيه عمل وحضور منظمة الأمم المتحدة بالجمود وبالغياب التام، وبتالي فإن الاتحاد الإفريقي أخذ المبادرة من جديد مثل ما فعل في سنوات الثمانينات عندما كانت الأمم المتحدة ومجلس الأمن غير مباليان بالقضية الصحراوية.
احترام الميثاق التأسيسي للمنتظم القاري
كما أوضح خاطري أدوه أن الاتحاد الإفريقي أخذ زمام المبادرة من جديد وقرر متابعة ملف القضية الصحراوية، فضلا عن اتخاذه قرارات واضحة بشأن هذه القضية الصحراوية، ليس من منطلق أنها قضية تصفية استعمار وشعب يريد ممارسة حقه في تقرير المصير فقط، وإنما من منطلق أنه حل لمشكل يقع بين دولتين عضويتين في الاتحاد الإفريقي، ويتعلق الأمر بالجمهورية العربية الصحراوية والمملكة المغربية، كما نصّ كذلك بصريح العبارة على أن الحل يجب أن يقوم على أساس احترام الميثاق التأسيسي للاتحاد الإفريقي، الذي يقضي باحترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، والامتناع عن ضم أراضي الآخرين بالقوة، وفض النزاعات بالطرق السلمية في أي نزاع يقوم بين دولتين عضويتين في المنتظم القاري وهذا شيء مهم جدا.
بعثة تقصّي حقائق إفريقية
أشار ذات المتحدث إلى أن إيفاد مجلس الأمن والسلم الإفريقي لبعثة تقصي حقائق حول حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة يعتبر انتصارا آخر، كونه يفك العزلة عن استفراد سلطات الاحتلال المغربي بالمواطنين الصحراويين العزل والتنكيل بهم بعيدا عن أنظار ومتابعة الرأي العام الدولي والمنظمات الدولية .
في السياق، ذكر خاطر أدوه، أن إصرار الاتحاد الإفريقي على متابعة الوضع في الصحراء الغربية وحل المشكل القائم بين الجمهورية الصحراوية والمغرب من خلال إعادة فتح مكتب له في مدينة العيون المحتلة من أجل متابعة الوضع عن قرب وان يكون على اطلاع عبر أدواته المباشرة يعد انتصارا كبيرا للقضية الصحراوية، وافتضاح في نفس الوقت لسياسة الاحتلال الرامية لحجب الحقائق ومنع الاتحاد الإفريقي من تحمل مسؤوليته في حل نزاعات القارة، وهذا أمر مهم بدليل تبني الاتحاد الإفريقي مسألة متابعة القضية الصحراوية ومنحها مجالا أوسع للتحرك وفضاء أرحب للضغط من أجل التسوية العادلة والمنصفة للشعب الصحراوي ولحقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره والاستقلال وللحفاظ على سيادة الدولة الصحراوية ووحدتها الترابية رغم أنف وتوسع الاحتلال المغربي.
وطلب المجلس في بيانه من مفوضية الاتحاد الإفريقي، اتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة فتح مكتب الاتحاد الإفريقي في العيون بالصحراء الغربية المحتلة على وجه السرعة، موضّحًا أنّ ذلك سيمكن الاتحاد الإفريقي من إعادة إحياء دوره في البحث عن حل سياسي للصراع طويل الأمد.