يشتكي قاطنو قرية أولاد يعقوب ببلدية وادي سقان جنوب عاصمة ولاية ميلة، من انعدام المياه الصالحة للشرب والتي تغيب عن حنفياتهم لعدة أسابيع، يكابدون خلالها مشقة البحث عن قطرات ماء من الينابيع الطبيعية في الجبال، مستعملين في ذلك الحمير ومركباتهم لمن استطاع إليها سبيلا.
أكّد السكان أنّ عملية التزود بالمياه شبه منعدمة بسبب شح المياه الجوفية جراء الجفاف الذي ضرب المنطقة منذ بداية فصل الشتاء، غير أنّ السكان استبشروا خيرا بعد التساقط الغزير للأمطار في اليومين الماضيين، مطالبين الجهات الوصية بتجديد شبكة مياه الشرب المصنوعة من أنابيب معدنية، حيث باتت تشكّل خطرا كبيرا يهدّد صحة قاطني الدوار، كما أنها مهترئة وتعاني من التشققات وتسرب مياه الشرب عبر الطرقات بسبب اهتراء الشبكة وقدمها.
وشدّد السكان على ضرورة إيجاد حل لمعاناتهم التي عمّرت طويلا مع مشكل المياه لسنوات، حسب ممثلين عن السكان الذين عبّرو لـ «الشعب» عن امتعاضهم من انعدام مياه الشرب بحنفياتهم.
وفي هذا الإطار، قال السكان إنها تصل مرة أو مرتين كل أسبوعين، فيما غابت في الآونة الأخيرة لعدة أيام، مما جعلهم يعيشون أزمة عطش خانقة في ظل الطلب الكبير على المياه والأسعار الباهظة التي يفرضها أصحاب الصهاريج على المواطن المغلوب على أمره.
الوضع أثّر سلبا على حياتهم وعلى حياة أبنائهم، الذين أصبح همهم الوحيد هو توفير وجلب المياه من الجبال عن طريق الوسائل التقليدية، ما انعكس سلبا على مردودهم الدراسي وتحصيلهم العلمي، خصوصا بتلك المناطق التي تعرف استهلاكا واسعا للمياه، سواء للسكان أو حتى لحيواناتهم المهددة بالهلاك بسبب شح المياه، مما دفع بهم إلى التعبير عن غضبهم وسخطهم بسبب تذبذب عملية توزيع المياه، كما رفعوا صرخة استغاثة للسلطات المعنية لعلها تتدخل عاجلا من أجل إيجاد حل لأزمة المياه التي نغّصت يومياتهم وحوّلتها إلى جحيم.
ويعاني السكان من غياب شبكة الغاز الطبيعي التي استفادت منها منطقة دون أخرى، حيث يوجد في نفس القرية من تم ربط منطقته بشبكة الغاز فيما أقصيت البقية دون وجه حق، على حد قولهم، حيث تعيش العائلات غير المربوطة مساكنها بالغاز معاناة حقيقية مع البرد القارص شتاءً وغياب قارورات الغاز التي أثقلت كاهلهم.
ممثلو سكان القرية صرّحوا لـ «الشعب»، أنّ معاناتهم مع مياه الشرب والغاز طالت كثيرا وزادها نقص حصص البناء الريفي تعقيدا، حيث أنّ أغلب السكان يعيشون على الزراعة وتربية المواشي، ما يضطرهم للبقاء في المنطقة، مطالبين والي ميلة مولاي عبد الوهاب بتخصيص حصص إضافية من البناء الريفي لسكان القرية لضمان استقرارهم بها، مع تهيئة الطرق والمسالك المؤدية إلى الدوار لتسهيل التنقل، ورفع الغبن عنهم كون المنطقة تعتبر من مناطق الظل التي تحرص السلطات على ضرورة التكفل بانشغالات سكانها.